السبت 2025/12/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 6.95 مئويـة
نيوز بار
حافظوا على أطفالكم من طيف التوحد ، فانه صعب الشفاء
حافظوا على أطفالكم من طيف التوحد ، فانه صعب الشفاء
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسل عباس خضير
النـص :

 

 

 

التوحد أو الذاتوية  ( Autism ) ، هو أحد أنواع  الاضطرابات المرتبطةباضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية اضطرابات في الطيف الذاتوي ( Autism Spectrum Disorders – ASD) ، و من المحتمل ظهور  ( التوحد ) فيسن الرضاعة وقد يظهر قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات ، وتظهرالتقديرات أن 6 من بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة يعانون من مرضالتوحد ، كما تشير البحوث أن عدد الحالات المشخصة من هذا الاضطرابتزداد على الدوام في الكثير من البلدان  ، ورغم إن ( التوحد ) يشغل اهتمامالكثير ( أفرادا وباحثين وعوائل ومؤسسات ) إلا انه لم يصنف كمرض بشكلمؤكد وصريح ، والصدمة التي تواجه عوائل أطفال  التوحد بأنه  لم يثبتعلميا حتى اليوم أن اضطراب طيف التوحد يشفَى تماما ، فعلاجه لا يمكنبإبر او شراب او حبوب او حتى عمليات جراحية ، فالعلاج والتدخل يتم منخلال مجموعة من البرامج العلاجية والتاهيلية المختلفة المصممة حسباحتياج كل طفل ، وتشمل هذه التدخلات ( علاج النطق والتخاطب ، العلاجالوظيفي ، العلاج الطبيعي ، العلاج الأسري ، العلاج الاجتماعي ، العلاجبالتغذية والأدوية )  وهي علاجات أثبتت جدواها في الكثير من الحالات ،ورغم إن أطفال طيف التوحد يستطيعون الالتحاق بالتعليم وبمراحله المختلفة، إلا إن  من الصعوبات التي تواجه بعض  الأسر بان ذلك يتم   بشرط توفر القدرات الإدراكية واللغوية لدى الطفل وعدم شدة الأعراض السلوكية  وتوافرالمهارات الاجتماعية ، وقد يحتاج بعض الأطفال لبرامج تعليمية وتمهيدية خاصة داخل المدرسة ، ويتم ذلك بمساعدة المختصين ومعلمي التربيةالمختصين  ، وقد يكون هناك دمج جزئي لبعض الطلاب من خلال وجودهم فيفصول خاصة ، وربما  يدمجون في أوقات الأنشطة الحركية والفسحة وغيرهامن الأنشطة الطلابية المتنوعة .والتفاعل مع حالات التوحد والسعي للعلاج وتقليل الآثار والأضرار ليس ترفا،  وإنما واجبا أوجده القران الكريم في عدة نصوص ،  ومنها قوله تعالى « وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ » (النساء 36) ، .وقولهتعالى « وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۚ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَمَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ » (الإسراء 31) ، وفي السنة النبوية قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم « الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» (متفقعليه) ، وفي النصوص الوضعية الوطنية ،  فقد اوجب قانون الصحة العامةرقم 89 لسنة 1981 على وجوب توفير  العناية الصحية البدنية والعقليةوالنفسية لكل مواطن ، كما وضع  دستور البلاد لسنة 2005 نصوصا عدة تلزمالعناية بالإنسان والحفاظ على حياته وكرامته وحقه في الحياة ، وهناكجهات محلية تدعم أطفال  وعوائل التوحد ومنها ، إدارة الصحة والنفسيةوالعصبية في وزارة الصحة التي تدير مركز بغداد الحكومي للتوحد وتشرفعلى المراكز في المحافظات ، ووزارة التربية من خلال برامج التعليم الخاصوالغرف المصدرية التي تدعم المصابين بطيف التوحد ، وتتولى العتبةالحسينية إدارة 11 معهدا لرعاية أطفال التوحد في بغداد والمحافظات ،وتسهم بذلك أيضا الجمعيات الأهلية ومنها ( الأمل ، التوحد  ، غيرها ) ، كماتوجد مراكز متخصصة حكومية وأهلية  في إقليم كردستان .وللجامعات العراقية ( باعتبارها مراكز للعلم والبحوث والريادة  والإبداع  )  دورا في مجال إعانة المجتمع في مواجهة التوحد ، فقد أقيمت ندواتومؤتمرات في مركز الدراسات التربوية والأبحاث النفسية في جامعة بغداد بهذا الخصوص ، كما استضافت جامعة القادسية ندوة تعريفية حول طيفالتوحد ، وشاركت جامعة التراث في تقديم دراسات عن العوامل البيئيةوالجينية المرتبطة بالتوحد ، ولا تزال جهود مركز البحوث النفسية في جامعةبغداد متواصلة لوضع معايير موحدة للفحص والتشخيص على مستوىالعراق ، ولعل الحدث الأبرز بهذا الخصوص هي تلك الجهود العلمية للجامعةالتقنية الوسطى حيث تعقد تشكيلاتها ( المعهد الطبي التقني / بغداد )  مؤتمرات علمية تخصصية منتظمة حول اضطرابات طيف التوحد .و تحت شعار ( أطفال التوحد : طاقات ، إبداع ، استثمار ) ، أقامت الجامعةالتقنية الوسطى المؤتمر العلمي الدولي التخصصي الثالث لاضطراب طيفالتوحد ، برعاية معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبإشرافوحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور وضاح عامر حاتم ، وتم عقد المؤتمريوم الخميس 11 كانون الأول 2025 ، وتضمن أربعة  محاور  علمية ( الطبي ،النفسي ، الاجتماعي ، التعليمي ) ، وشاركت بأعماله العديد من الجامعاتالعراقية والمراكز البحثية المتخصصة و الباحثين من البلدان العربيةوالأجنبية ممثلة ب ( مصر ، الأردن ، كندا ، ماليزية ، الولايات المتحدةالأمريكية ) ، وحظي المؤتمر بدعم ورعاية كريمة من جهات عدة أبرزها ( جامعات : المأمون ، العين ، أوروك ، الهادي ، المصطفى ، معهد عشتار الطبي ،وكلية المنصور الأهلية ، والجمعية العراقية للمكتبات والمعلومات ، ومكتبأسوار العلمي ، وشركة القائم لتجارة أجهزة العلاج الطبيعي ) .وبخصوص دور الجامعة اتجاه  أطفال التوحد قال الأستاذ الدكتور عامروضاح عامر   رئيس الجامعة : هذا المؤتمر ليس حدثا علميا فحسب بل هوالتزام أخلاقي وأنساني اتجاه شريحة تحتاج منا الرعاية والعناية والبحثالعلمي ، إذ يسلط المؤتمر على الأبعاد الأربعة لاضطراب طيف التوحد انطلاقامن رؤية تهدف إلى تمكين هذه الفئة وتعزيز قدراتهم ليكونوا أعضاء فاعلينونافعين في المجتمع ، ويأتي انعقاد مثل هذه المؤتمرات من حرص الجامعةعلى التواصل المحلي والدولي لاستثمار وتوظيف العلوم والتطبيقات فيمعالجة الظواهر والصعوبات التي تواجه العالم ومنها مجتمعنا العراقي ،فالجامعة لم تعد صرحا أكاديميا وإنما شريكا مع قطاعات المجتمع لتبادلالمنفعة في كل المجالات ، وجامعتنا التقنية الأقرب لتحسس الحاجات وتوفيرالحلول ، نظرا لتعدد اختصاصاتها وضمها العديد من التشكيلات التي تركزعلى التطبيق ولمكانتها العلمية ، فهي تضم 36 قسما طبيا وصحيا من  146 قسما علميا ، وهي الجامعة التي دخلت 28 تصنيفا عالميا للجامعات ،وأضاف لذلك رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عميد المعهد الطبي التقني / بغداد الأستاذ الدكتور لطيف علوان موسى : إن أطفال التوحد ليسوا اقل قدرةاو إمكانية بل هم عالم فريد مليء بالطاقة والإبداع ينتظر فقط من يقترب منهبحب ويفتح له أبواب الفهم والدعم ، فكثير منهم يمتلكون قدرات استثنائيةفي عدة مجالات مثل الذاكرة والموسيقى والفنون والتفاصيل الدقيقة والبرمجة، وما يحتاجوه ليس الشفقة بل البيئة التي تحترم وتحتضن اختلافهموتنمي مواهبهم وقدراتهم ، وان مسؤوليتنا جميعا اسر وتربويون ومختصونومؤسسات أن نغير النظرة التقليدية اتجاه التوحد وان ننتقل من التركيز علىالتحديات للتأكيد على القدرات فكل طفل مهما كانت صعوباته يحمل فيداخله موهبة تنتظر من يستثمرها ، لذلك نحن هنا للعمل معا من اجل أنيكون طفل التوحد قادرا على التعلم والتواصل والمشاركة والإبداع ، فكلخطوة دعم نقدمها اليوم هي خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقا وعدلاوإنسانية ، ونتطلع في مؤتمرنا هذا إلى حوار مفتوح وبناء وأفكار مبتكرةتسهم في صنع مستقبل أفضل وواعد لأطفالنا وعوائلهم .وتخلل المؤتمر إلقاء و مناقشة  البحوث العلمية المقبولة التي أعدت  من قبلأساتذة وباحثين مختصين  من داخل وخارج العراق ، والتي شملت ( اضطرابطيف التوحد : أسبابه علاجه علاماته واهم المقاييس التشخيصية والتقويمية،  التوحد : توظيف الذكاء الاصطناعي في التشخيص والتدخل المبكرلتحسين قدرات أطفال اضطراب التوحد ، رحلة النطق واللغة لأطفال التوحد ،صعوبات التعلم لدى أطفال اضطراب طيف التوحد ، الإمراض المصاحبةلاضطراب طيف التوحد لدى الأطفال ،  الاحتياجات التعليمية الخاصة لأطفالطيف التوحد ،  الركائز الأساسية لاندماج أفراد طيف التوحد بشكل فعال فيمجتمع شامل ،  الإجهاد قبل الولادة وطيف التوحد ، تعريف وتصنيف وعلاجالالتهابات العصبية المزمنة المسببة للتوحد ،  التغذية وأطفال طيف التوحد ، تعزيز اضطراب طيف التوحد )  ، واختتم المؤتمر بالتوصل إلى مجموعة منالتوصيات ذات العلاقة باضطراب طيف التوحد والتي يمكن تبنيها كمنهاجعمل وإسناد ، وسيتم إبلاغ مضامينها للجهات ذات العلاقة بالموضوعومتابعة ذلك ، كما تم الشروع  والتحضير لانعقاد المؤتمر الرابع ( القادم ) إنشاء الله .وطيف التوحد يتطلب إسناد جهات عديدة للعمل الجمعي لمساعدة الأطفالالمصابين وعوائلهم بما يضمن تقليل الآثار والانعكاسات السلبية وتحقيقنتائج  أفضل تنعكس على الفرد والعائل والمجتمع ، تتمثل في :– التشريع والتمويل : إصدار قوانين صريحة  تضمن حق كل شخص فيالتشخيص المبكر والعلاج المجاني ، وتخصيص ميزانية ثابتة لدعم المراكزالمتخصصة والتدريب الأكاديمي للأخصائيين .– بناء شبكة وطنية : إنشاء مراكز تشخيص وعلاج في كل محافظة ، تتوفرفيها  وسائل نقل ميسرة للأسر مع ربط هذه المراكز بجامعات البحث لتبادلالخبرات وتطوير البرامج العلاجية .– تدريب الكوادر : تنظيم دورات مكثفة ل : أطباء الأطفال ، معلمي التعليمالخاص ، أفراد الأمن والخدمات الاجتماعية حول كيفية التعامل مع حالاتالتوحد واحترام حقوقهم .– التوعية المجتمعية : إطلاق حملات إعلامية مستمرة ( تلفزيون، وسائلالتواصل الاجتماعي ، مساجد ) توضح أن التوحد ليس مرضا معديا كما لمتثبت علميا بشكل مؤكد انتقاله من خلال الأبوين .– دعم الأسر : تقديم إعانات مالية أو تخفيضات ضريبية للأسر التي لديها فردمصاب، وإنشاء مراكز دعم نفسي واجتماعي تقدم استشارات وورش عمللأولياء الأمور .– التعاون الدولي : الاستفادة من برامج المنظمات العالمية ( WHO, CDC, Autism Speaks ) لتبني أفضل الممارسات وتحديث المناهج التشخيصية والعلاجية .– حقوق قانونية : ضمان إدراج التوحد ضمن الإعاقات التي تستحق الحمايةالقانونية ، وتفعيل آليات الشكوى ضد أي تمييز أو إهمال .وربما بتطبيق هذه الخطوات يصبح المجتمع أكثر شمولاً ورحمة ، وتتحققالعدالة الاجتماعية للأشخاص المصابين بطيف التوحد وأسرهم .

المشـاهدات 29   تاريخ الإضافـة 20/12/2025   رقم المحتوى 69082
أضف تقييـم