عبد الأمير العبادي

(يا حَريمة)

أُغماتُ لا تَليقُ بكَ،

أيُّها المعتمدُ،

يا خسارةَ ما بينكَ وبينَ ابنِ تاشفينَ

مِن أصابعِ السّلطنة.

قد حَلَّ قيظُ الغرباءِ،

يبكيكَ القصرُ المُرصَّعُ بالحَواري،

ومطارحاتُ الشِّعر.

(فيما مضى كنتَ بالأعيادِ مسرورًا)

أنتَ—يا مَن وضعتَ نُصْبَ الحرّية—

جمعتَ شتاتَ الجمر،

لوّحتَ للبحر: «أفلِقْ موجَكَ!»

وتناديتَ لنخبِ الصابرين.

أخذوكَ لنُقْرَةِ أُغمات،

فناديْتَ القضبانَ:

«أَعتقيني، ما خُلِقتُ لي…

أنا صَناديقُ الزُّمُرُّد،

وعِفّةُ الأزمنة».

آهٍ من كؤوسٍ أسكرتْني،

زرعتُ من كرمي رصاصةَ موت.

أنا نَسائمُ النساء،

نَسائمُ الحرّية،

وكنتُ للسّوادِ خَصمًا،

وسادتي بياضٌ لا ينتهي،

والثّراءُ… والنخبُ الأزلي.

رُحماكَ، يا وطني… خداعَةٌ أَجْهَضَتني،

وخيانةٌ وُلِدت، تمضي،

وللحثالةِ تُغنّي.

ليتني كسرتُ أعمدةَ الجمر،

ووجدتُ قمري الحزين