هل تَتمكن الصين من إعادة الريادة للشَرق ؟
![]() |
| هل تَتمكن الصين من إعادة الريادة للشَرق ؟ |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب مهدي بابان |
| النـص :
تَشهد نِهاية الربع الأول مِن القرن الحالي مُتَغيرات في مَوازين القوى ضِمن تَوازُنات إستراتيجيات العالم الذي شَهَد حالة القُطب الواحد لأكثر من ثلاثة عُقود، وهُناك الكَثير مِنَ الدَلائل التي تُشير بِأن الصين رُبما أصبح لها دورٌ فاعلٌ و كَبير ضِمن هذه المُتَغَيرات للمَوازين فَما سَيكون مُستقبَلنا كَعراقيين ضِمن هذه التَغَيُرات المُتَوَقَعة؟ وهل سَيَتَمَكن سياسيونا مِن أن يُهَيئوا مَكاناً لنا ضِمن ما نَستَحق على أُسس إمكاناتنا الإقتصادية والجُغرافية في مَنطَقَتِنا؟. الصين بين الأمس واليوم، قبل عقودٍ قليلة كانت الصين لا تَزال تُعتَبر مِن دول العالم الثالث إن صَحَ التَعبير، أي قَبل طَفرَتَها في عُقود بداية الألفية الثالثة، وقبل هذا كانت واقعة ضمن تَجاذبات حالة القُطبين أو المُعسكرين الشرقي و الغَربي فَكانت مَحسوبة على المُعسكر الشَرقي أي ضمن كتلة الدُب الروسي، وهذا جَعَلَها تَحتَ ضغوط سياسية وإقتصادية ثَقيلة مِن قبَل المُعَسكَرين! رَغم أن الصين قد أصابتها نَكبات ومآسي وخَسائر على يَد اليابانيين تتَجاوز ما خَسَرته كُل أوربا خلال الحَرب العالمية الثانية! لكنها نَفَضت غُبار تلك المآسي وبدأت تُحاول تَحسين أوضاعها السياسية والإقتصادية، لكن سُرعان ما تَعَرضَت لِسلبيات مَحسوبِيَتَها على المُعسكر الشرقي، حتى أنها تَهددت في مُنتصف القَرن المُنصرم بالقُنبلة الذرية مِن قِبَل أمريكا.مُنذُ بِداية التسعينيات من القَرن الماضي، بَدأت الصين تَخطو خطوات ثابتة وواضحة نحوَ سُلَم الريادة بدءً في المجالات الإقتصادية والإستحواذ على الحَلقات المُتَقَدِمة للعلوم والتكنولوجيا الحديثة، وأصبحت بؤرة إنتاجية في كافة المَجالات الصناعية والزراعية والبَحثية تَعمَل ضِمنها أغلب دول العالم، وخلال العقود الثلاثة الماضية كانَ لها إنجازات كبيرة جداً: 1 أصبحت أكبر قوة إقتصادية في العالم. 2 أصبحت مَصنعاً لكل المُستثمرين في العالم. 3 لها الريادة في مَجالات الذكاء الصناعي وخاصة ضمن تصميم خطوط الإنتاج الروبوتية. 4 وَسَعَت و بنت وجَدَدت بُناها التَحتية بِشكل كَبير. 5 هي أكبر مُصدر للعالم وفي كل المَجالات. 6 دَخلت بِقوة في مَجال بُحوث الفَضاء. 7 هيَ أكبر المُستثمرين في مَجالات الطاقة المُتجددة. 8 تُعد ثاني أكبر مُنتج و مُطور للأسلحة المُتَطورة في العالم و ضمن إمكاناتِها الذاتية. إن قائمة إنجازاتها العَسكرية المُتَطَورة، طويلة وَكَفوئة تُقلق القُطب الأوحد وحُلَفائه في العالم .وهكذا أصبحت الصين عُنصراً و طرفاً مُهِماً قَد تَكون لها اليَد العُليا ضِمن مُقَدرات العالم وخاصةً في الشَرق الأوسط . ربما تَكون خَلف كُل هذه الإنجازات الكَبيرة شَخصية الرئيس الصيني الحالي "شي جين بنغ" وهو دكتوراه في القانون على خَلفية هَندسية وسياسية إجتماعية، تَدَرَجَ ضمن المؤسسات الحزبية والرسمية بِشكل طَبيعي حتى وصَل إلى الرئاسة في آذار 2013 ويُعاد إنتخابه لحد الآن، هو كان ابن نائب رئيس وزراء سابق، لكنه عَمل كَعامل في المَزارع، ربما لَم يَجعل من الشعارات البَراقة كَمادة دعائية ووسيلة لِرذ الرَماد في العيون كما يَفعل أغلب الساسة في العراق و الشَرق الأوسط، أتمنى من سياسيينا الطَموحين بِأن يَجعلوه مثالاً يَقتَدوا به. السؤال الأكثر أهمية وقد يكون حول خَلفيات وإفرازات خَطيرة على عُموم العَالم وخاصةً لِمنطقتنا الشَرق الأوسط، ما سَتكون تَبعيات الصراع الإقتصادي والذي ربما يَتبَعهُ المُسلح بين الصين ومَن سَتستَقطِبَهُ وقُطب أمريكا والغَرب، رَغم أن الصين تُحبذ الصراع الإقتصادي لِحد الآن و قد تَنتَدِب مَن يُصارِعُ عَسكرياً بالنيابةِ عَنها ربما من دول الشرق الأوسط أو شرق أوربا؟ . |
| المشـاهدات 15 تاريخ الإضافـة 23/12/2025 رقم المحتوى 69256 |
توقيـت بغداد









