الثلاثاء 2025/12/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 6.95 مئويـة
نيوز بار
مقومات السياسي الناجح
مقومات السياسي الناجح
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد الكعبي
النـص :

 

 

السياسي الناجح (successful politician): هو شخص يختلف عن الاخرين، يمثل بلده من خلال عمله أو لانه يمثل ناخبيه، ويسعى لتحقيق مصالحهم التي تنسجم مع مصالح البلد، ولا بد ان يمتاز بمؤهلات استثنائية، واولها أن يتوفر على معرفة جوهر العمل السياسي، وهو (ممارسة القوة والسلطة والنفوذ)، ولا بد ان يكون مطلعا على قواعدها، وكيفية استخدامها، ويملك رؤية واضحة وواقعية، ويحمل هم الامة ومصالها، ومطلع على حركة الاقتصاد العالمي، وكيف تدار الثروات وتوزيعها، ويكون على معرفة تامة بالأمن الداخلي والخارجي، لأن بين السياسة والاقتصاد والأمن، ترابط وثيق، ومن خلاله يتحقق الاستقرار والتنمية، وعليه أن يتمكن من توظيف العلم والثقافة المتعلقة باقناع الآخرين، والابداع والدقة في التحليل، والجودة في الطرح والمناورة، والامانة والصدق والشجاعة والاستشارة، والسياسي الناجح من لديه هدف محدد، ويبعث برسائله بمهارة ويحافظ على المكتسبات ويسعى لتوسيعها ، ويسعى لاصلاح مجتمعه من خلال إدارته الجيدة، ويجيد فن التفاوض والتحاور والاقناع، ويتحكم باعصابه، ويحتفظ بملفات كثيرة ومتنوعة ليتمكن من استخدامها عند الحاجة، ويملك البديهة والسرعة في المناورة والتحكم بالألفاظ، ويمتلك البدائل الجيدة، ويملك زمام المبادرة، ويتقمص اكثر من دور، ويجيد التمثيل والاعلام، ويكون واسع الصدر وقوة البيان، وعنده الحلول المناسبة لاكثر المشاكل واعقدها، ويتحلى بالكرم، ويجيد فن الاستماع والصبر، وعدم التسرع في إصدار القرارات، ويحتفظ بخطوة للتراجع، ويراقب ويحاسب بطانته وحاشيته.السياسي الناجح هو من يفهم أن التحالف والاتفاق والتفاهم والتفاوض والانسحاب والتنافس والتأني والهجوم والتكتيك والتغيير بحسب الزمان والمكان، والظرف الخاص والعام كلها، ضرورات يجب ان يلم بها بشكل جيد، وان يحتفظ بكثير من اوراق القوة التي تدعمه، ويملك أوراق ضغط على الخصم، لأن الاستحقاقات والمكاسب تكون بقدر ما يملك من أوراق قوة حيث تمكنه من فرض رؤيته على الاخرين، وان لا يكشف كل مافي جعبته، وعليه ان يجعل الآخر أول من يبادر لابراز ماعنده، وأن لا تلتبس عليه الامور، ويحتاج إلى قراءة الواقع الاجتماعي والثقافي والفكري بشكل جيد، فما لا يحتاجه اليوم يحتاجه غدا، ويجب أن يكون قريبا من المجتمع وحاجاتهم، ويبحث عن الحلول المناسبة لهم، ولا بد من توفر البدائل المناسبة عند الحاجة والتي تنسجم مع المتغيرات المتسارعة واستغلالها لمصلحة بلده، وعليه أن يٌشعر منافسيه أنه يملك الكثير من مصادر القوة، وان لم يملك الا ما قدمه.ينبغي للسياسي الناجح قراءة ودراسة تجارب الامم والوقوف على نقاط قوتهم وضعفهم، وان يكون قارئا جيدا للعلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية، وملما بثقافة المجتمع وعاداتهم ومعتقداتهم ومطلعا على الدستور والقوانين ولو بشكل اجمالي، ويعي مبدأ الفصل بين السلطات والتداول السلمي للسلطة، ويؤمن بحرية الرأي والتشاور والمشاركة، ويعرف حدوده ودوره، وعليه ان لا يلبس ثوب الله تعالى فيدعي الربوبية (فَقَالَ أنَا رَبُكُمُ الأَعلَى) فيهلك ويُهلك، ولا تلتبس عليه الامور ويفرق بين المصطلحات وبين الحدود الخاصة والعامة، ولا تختلط عليه الوظائف فتضيع الدولة، ويفكر بواقعية بعيدا عن الاماني والاوهام والخيال، ويؤمن بتكافئ الفرص ويفكر قبل أن يتكلم، ويحتفظ بما يفكر به، مبادرا مبدعا وصاحب قرار مناسب في كل وقت وظرف، ليناً وحازما حسب ما تقتضيه المرحلة والظرف، يقض صبور لا يشتكي ولا يضيع الفرص، يتحكم بالتحالفات بدقة ومهارة عالية، يعرف ماذا ولمن وكيف ومتى واين مصلحة البلد. يجيد فن العلاقات الداخلية والخارجية، وقادر على حل الخلافات بين الاخرين، ومحاورا ومستمعا جيدا، ينظر السياسي للعالم بواقعية وليس بالتمني والاوهام، وينطلق بعقلانية لفهم الواقع، ولا يلقي باللوم على الاخرين عند فشله، بل عليه تحمل مسؤولياته ولا يطلب من الواقع أن يتغير بل عليه هو ان يسعى لتغييره.وأن لا يكون مستبدا ومستكبرا، وعليه أن يتعاطى بمبدأ المرونة ويخرج، من الاطار التقليدي، وينظر من خارج الصندوق، ويتعالى عن الصغائر والتوافه، ويحتاط من الخصوم، ويتغافل عن سيئات الرعية قدر الامكان، ويقدم المنجز الواقعي للناس بعيدا عن الشعارات الفارغة، ويواكب العصر وينمي مهاراته ويحدثها دائماً، وأن يكون مديراً ناجحاً وملماً بفن التسويق لانه يريد ان يسوق ما يعتقد به، والسياسي الناجح عليه أن يكون محيطاً بالجغرافية السياسية ومدركا لما يترتب عليه في أي خطوة يخطوها، وينبغي عليه الاستعانة بمستشارين مخلصين وأمناء واصحاب اختصاص، ويميز بين المكاسب الفعلية والهامشية.إن صراع القوى وتباين المصالح وسياسة المحاور والتدخل الخارجي والداخلي وتداخل المصالح تفرض واقعا يتطلب من السياسي أو القوى السياسية والشخصيات الحكومية التكاتف والتحالف وترك الخلافات مع ترتيب الاولويات لضمان تحقيق المصالح العليا للمجتمع. إن تطور العمل السياسي وتشعب مساراته ومناهجه المختلفة والمتغيرة، تفرض على الجميع العمل على تنظيم امورها بشكل ينسجم مع حجم التحديات، لتستطيع النهوض بمسؤولياتها وتحقيق الاستقرار والسيادة والتنمية وتطوير البلاد ومواكبة التطور العلمي والعمراني ومعالجة المشاكل من خلال رؤية حديثة مع تحديد الأهداف والعمل الجاد على تحقيقها، وذلك من خلال اعداد رجال دولة قادرين على القيام بمسؤولية إدارة البلاد والعباد.

المشـاهدات 41   تاريخ الإضافـة 30/12/2025   رقم المحتوى 69423
أضف تقييـم