الأربعاء 2025/12/31 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 1.95 مئويـة
نيوز بار
فوق المعلق بغداد تتعافى ولابد من تعافيها
فوق المعلق بغداد تتعافى ولابد من تعافيها
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

 

 

 

 

هناك الكثير لم نقله عن العام الذي يطوي آخر صفحاته في الثقافة والسياسة والفكر وصناعة المحتوى ،والأشخاص الذين التقيناهم ورأيناهم وانطباعنا عنهم ، لكن الذي يقال ان البلدان الجريحة تسعى لترميم جراحاتها فأعلنتُ ان ( بغداد تتعافى ) وهذه حقيقة لمستها بيدي من ايام طويلة عشتها فيها، التقيت كتابها ومفكريها ومهندسيها وعمالها وطباعيها وصحفيها ، ولمست ان اصرارا ً ايجابياً ان يتخلى الناس عن سلبيتهم ونظرتهم المتشائمة بان يكون لهم دور ما في صناعة مدنية البلد وحضارته من جديد ، هناك اهتمام ملموس بنظافة المدينة وبالالتزام بقانون المرور وشد الحزام على الصدر اثناء السياقة والالتزام الحذر بعلامات المرور ، وثمة احترام يتكرس لرجل القانون الذي يبدو قاسي ومتشدد في تطبيقه ، وحسناً يفعلون لوقف تجاوزات البعض واستهتارهم ، ورايت سياحة شعبية تنمو لا علاقة لها بالحكومة او بالوزارات فالناس تخلص في عملها لتعيش وهي تعرف ان التنافس هو الذي يحدد الرزق ونوعه، لمست تخطي حذر للماضي والتفكير في المستقبل لان الجميع ادرك ان كل الخراب ليس بسبب المواطن ، برغم سلبيته وعزوفه السابق لان الخراب في المحاصصة السياسية المستوردة من افشل تجربة هي التجربة اللبنانية التي وزعت الحقائب كما توزع جسد البلد بين سكين وأخرى . والنتيجة اسقطت البلد ونهبته،

 

العراق يتعافى شعار لابد ان يرفعه الجميع بوجه السلبين والمتشائمين والمحبطين والموتورين، لانه فعلا يتعافى ويزدهر الناس بالملكيات الخاصة وامتلاك السيارات وارتياد المطاعم والشراء المقتدر للملابس و القدرة على التزاوج بين ابناء المذاهب المختلفة ، غير مكثرثين بالمثل اللبناني ( اللي ما يتزوج من ملته يموت بعلته ) واستبدلوه بالاية( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ، الناس تخطت تلك العقد التي فرضها التجيش الطائفي المقحم على ارادة الشعب وأخلاقياته ،

 

بغداد تتعافي بقدرة العامة على الانفاق لسد الحاجات والتكفل بالإنفاق المشروع ، غير مكترثين بالفساد والفاسدين ، وهذا مؤشر للتعافي ..

 

كل هذا في واد ِ والحكومات في وادٍ آخر لا علاقة له بالناس والشارع فهم متيقنون ان ما فات مما يقارب من ربع قرن من وقت ضائع مع الفوضى والأسماء والمسميات التي زرعت الرعب واليأس في حياة الناس لم توقف عجلة تطور ونمو المجتمع ، فالدولة الغائبة عن امالهم وطموحاتهم وتمثيلهم بشكل حق وعدل ، أوجدت السلطات لنفسها طريقا ً اخراً للانتفاع عبر المحاصصة التي يرفضها الشعب كما رفض الطائفية والغلو وادان الدولة العميقة وقتلتها ورموزها من الطرف الثالث ، الشعب يسير بخطى واثقة ان مصيرة بيديه ويرفع اعظم لافته في حياته ووجدانه الاية الكريمة ؛

 

( كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الارض ) .

المشـاهدات 22   تاريخ الإضافـة 31/12/2025   رقم المحتوى 69481
أضف تقييـم