الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
عَبرة وعِبرة
عَبرة وعِبرة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د.ماري جرجيس
النـص :

4

المكان ديليس محطة الرمل الاسكندرية الزمان يوم من أيام الجمعة الخريفية توقف سائق سيارتي أمام مدخل ديليس وهبطت منها مسرعة حتي لا أعطل مرور السيارات خلفي ..وبمجرد أن خطت قدماي فوق الرصيف واحتضنت مقلتاي حروف يافطة المكان ارتعش جسدي رعشة خفيفة ربما هي الرهبة أو الحنين المشوب بالقلق حقيقة لم أعرف …استنشقت نفسًا عميقًا من هواء اسكندريتي واستشعرت جزيئات يود البحر تداعب كل خلية في رئتاي وعقلي بل جسدي كله ….وهممت مرة أخري مستجمعة كل ما لدي من قوة واخذت طريقي نحو مدخل ديليس ذلك المكان التاريخي الاسطوري ملتقي الطبقة الارستقراطية علي مر الزمن أقدم حلوانى بالإسكندرية وصانع البهجة فى الحفلات حلوي  يونانية  واسم فرنسى.. أشهر رواده نجيب محفوظ.. وصنع تورتة تتويج الملك فاروق على مصر وزواجه من الملكة فريدة كل هذا واكثر في هذا المكان السحري الذي أمضينا فيه جزء لا يمكن تجاهله من طفولتنا وشبابنا الجميع يأتي الي ذلك المكان أجانب ومصريون ليسترجعوا ذكريات الماضى فى جلسة خيالية أمام البحر ممتزجة بطعم حلوي استثنائية على أنغام الموسيقى اليونانية الهادئة واحيانا مقطوعات تراثية لأم كلثوم أو سيمفونيات عالمية أخري وما أن تطأ قدماك المكان حتى تنتابك حالة من البهجة وهى المعنى الحقيقى للكلمة الفرنسية "ديليس". ماذا بك ايها المكان لتأسر كل من زارك ولو مرة واحدة وتجعله يهيم عشقًا بك وفيك بكل تفاصيلك ومنهم أنا…. تلمست خطواتي في هدوء داخل المكان وأنا أتفحص الجالسين فرادي من النساء عن استحياء وابتسامة هادئة غزت وجهي وعيوني دون ان تستأذن وبينما أنا أتفحص  الحضور كانت ثنايا روحي تحتضن  تفاصيل  المكان أعمدته وطاولاته العتيقة الفاخرة وكأني لازلت تلك الفتاة الصغيرة ذات الضفائر الكستنائي امشي في يد أمي عبر البهو الفاخر نتلمس طاولة شاغرة نستريح عندها بعد يوم من التسوق في محطة الرمل وأنتي تفسي بطلب الكاسات الأحب  إلي قلبي أو ربما الأيس كريم صودا…..وفجأة وأنا أسبح في عالم آخر موازٍ سمعت صوتًا عذبًا يناديني "ماري ماري تعالي انا هنا" التفت جهة الصوت وإذ بها تجلس هناك أيقونة من الجمال والبريق والرقة تكسوها ستائر الحزن والانكسار كانت هي دنيا..يتبع..

المشـاهدات 265   تاريخ الإضافـة 24/05/2022   رقم المحتوى 14424
أضف تقييـم