كثيرة هي الملفات ذات الأهمية البالغة التي تواجه حكومة السيد السوداني ويكاد موضوع ترتيبها ووضعها وفق تسلسل زمني ومكاني يربك القائمين على تنفيذها ومتابعتها فتختلط الاسبقيات وتتداخل فيما بينها الاهميات وقد يكون ذلك سبباً للتلكؤ والاخفاق والفشل مما يتطلب وضعها تسلسلياً بما يخدم الهدف الاسمى.

فالمسؤول والقائد الناجح ليس هو فقط المنفذ الناجح ، بل هو من يمتلك رؤية يدعمها بالخطط الجيدة التي يعد عمودها الفقري هو سلم الاولويات وكيفية وضعها تراتبياً من دون حدوث تقاطع او تقديم وتأخير يلغي المنفعة المرجوة ، بل وقد يضر في عملية البناء ، لهذا يعد التحدي الاهم امام الحكومة هو قدرتها على ادراج الملفات التي تتطلب حلولاً سريعة وتلك التي ضمنتها برنامجها الحكومي في سياق اهميتها والحاجة المستعجلة لكل منها ، بحيث يمثل الشروع بها علامات انجازية واضحة لا تغطي الانشغالات الجانبية الاخرى عليها او تمنع ظهورها او استمرارها او تسرق منها حلاوة المنجز وهذا يحتاج الى اداري حريف وخبير يدرك قبل غيره ويعلم دون الاخرين ، ما الذي يتقدم على كل شيء وما الذي لا يشكل تأخيره او تأجيله اضراراً بالاداء العام وله من الدراية ان يدرك كل الاحاطات الزمنية والمكانية والمادية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية على اساس احداث تنمية متوازنة تشمل جميع القطاعات وصولا للتنمية المستدامة  وان قدم احداها على الآخرى  فهو العارف والملم وله فريق استشاري متمكن لم ينتدبه على وفق الحزبية والمحسوبية ليكون ارقاماً اضافية زائدة تتمتع بالامتيازات على حساب الخدمة العامة.

اذا نجح السيد السوداني في الاخذ بالحسبان بهذه الجزئية المهمة يكون قد وضع  حكومته على اول درجات سلم النجاح ، فالتعقيد الذي يواجهه اي متصدٍ للعمل التنفيذي والمتمثل بالكم الهائل من الملفات والازمات التي تجعله يفقد التركيز في اهمية كل منها لانها ستبدو للوهلة الاولى متساوية بالاهمية لكن المسؤول الحذق هو فقط القادر على التمييز فيما بينهما.