الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
المسؤول .. عماد الفساد والاصلاح معاً
المسؤول .. عماد الفساد والاصلاح معاً
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

المسؤول لدينا فيما يمتلكه من صلاحيات لتطبيق القانون او الاستغناء عنه او الالتفاف والتحايل عليه ، يعد عماد الفساد ومفتاحه الاول الذي اذا صلح صلحت معه المؤسسة واذا فسد عم الخراب والتدهور فيها ، لذا فإن التركيز على حسن اختيار هذا المسؤول بناء على معايير حقيقية جادة وليست شكلية تبنى على سياقات بالية ، هو الخطوة الاهم في قطع دابر تسلل الفساد الى مؤسساتنا.

اختيار المسؤول صاحب الذمة البيضاء والارث الطويل في النزاهة والامتلاء الوظيفي هو بمثابة تشكيل خط الصد الأول والأهم لمنع أصحاب النيات المشبوهة من الحاشية والمقربين والوصوليين والانتهازيين من استغلال علاقاتهم باصحاب القرار لتمرير صفقات الفساد او التجاوز على الضوابط والقوانين التي تحدد السياقات العامة ، فعند تورط اي من المسؤولين وبشكل تدريجي في اي ملف فساد كبر او صغر حجمه ، تكون المؤسسة قد وضعت اولى خطوات ادائها على سلم الانهيار والتردي ، ويسهم غض النظر وتجاهل الجهات الرقابية لها عن زلات واخطاء المسؤول وتجاوزه على البيروقراطية والروتين سبيلاً لمنع الاعتراضات او الرفض مما يجعل الكثير من الموظفين الصغار المسؤولين عن الرقابة القانونية يتماهون مع اهواء وغايات رؤسائهم ، مرة خوفاً من البطش وخسارة الامتيازات واخرى طمعاً بالفتات الذي سيتلقونه مكافأة  لسكوتهم عن قول الحق والدفاع عن المال العام ، وهنا يبدأ مسلسل السقوط الى هاوية الفساد وبسرعة فائقة بعد ان تسقط خطوط الصد الداخلية للمؤسسة بسقوط مسؤوليها في حضيض التغانم والتشارك مع من هم اعلى مسؤولية منهم ، لهذا تنص القاعدة ان وجود مسؤول صغير فاسد يعني ان هناك مسؤولاً كبيراً تنازل عن دوره في كبح جماح هذا الفاسد لمنفعة متبادلة او لمكاسب اخرى غير منظورة.

ولا يستبعد هنا الطامحون الباحثون عن المناصب لاسيما اولئك الذين يرون في المنصب فرصة ذهبية لتحقيق اهدافهم في الثراء والحصول على المكاسب واستغلال المؤسسة بشكل بشع لاستحصال اكبر قدر من المنفعة حتى وان كان ذلك على حساب رصانتها وادائها او الاضرار بالمال العام فهؤلاء لا يصلحون لائتمانهم على اي موقع وظيفي رفيع لما يمثلونه من خطر داهم وبذرة لشجرة فساد مقبلة.

المشـاهدات 888   تاريخ الإضافـة 04/12/2022   رقم المحتوى 16295
أضف تقييـم