بعد تلقيه دعوة رسمية من الحكومة التركية ، غادر الفريق بكر صدقي (1887 - 1937) بغداد على رأس وفد عسكري يضم امير اللواء (اللواء الركن) حسين فوزي والمقدم نور الدين محمود والرئيس الاول (الرائد) رفيق محمد عارف والملازم جمال جميل لحضور مناورات الجيش التركي التي ستجري في منطقة (تراقية) يوم 18اب 1937 ، وبعد وصول الوفد الى الموصل ، اتصل العقيد الطيار محمد علي جواد (آمر القوة الجوية ) بالفريق صدقي ، الذي كان قد نزل في دار الضيافة الرسمي وطلب منه الحضور الى دار الضباط في المطار كونه مكانا امنا وملائما له ، وفعلا استجاب لرغبتة وحضر الدار مساءا ، وعند جلوسه في حديقتها مع مجمموعة من الضباط ، وفيما هويتحادث مع الرئيس الاول الطيار موسى علي تقدم العريف الخيال محمد عبد الله التلعفري مصوبا مسدسه  نحوه واطلق عليه النار ليرديه قتيلا في الحال ، وعندما حاول العقيد الطيار محمد علي جواد التصدي للمهاجم عاجله برصاصة قضت عليه ، وليسلم نفسه بعد ذلك للسلطات . ولكن ماهي الدوافع وراء هذا الاغتيال ؟ يقول المؤرخون : ان قلة خبرة الفريق بكر صدقي  السياسي وطموحه في السلطة ، قد تكون دفعة الى هذا المصير ، مع انه ضابط قدير يتمتع بخبرة ومقدرة عسكرية عاليتين وهذا مايشهدبه اعداؤه قبل اصدقائه فقد تمكن الفريق وفي غضون مدة قصيرة قضاها في قمة الحكم ان يوسع الجيش ويطوره ويجهزه بالمعدات العسكرية المتميزة ، الاانه اخفق في التعامل سياسيا مع الفئات ذات الاتجاهات المختلفة ،فقد كان الملك غازي يخشاه ويخشى طموحه في السلطة الذي قد يدفعه الى خلعه من العرش ، كما ان الانكليز الذين احكمواالطوق على الجيش العراقي وحاولوا اضعافهوجعله مجرد رمز للاستقلال فقط  ، قد جاءهم من كسر هذا الطوق واتصل بدولة اجنبية لغرض شراء الاسلحة المتطورة ، وهذا طبعا امر لايروقهم ،كما ان خصومه الذين ابعدهم عن العراق ، يريدون العودة الى بغداد وقد تخلصوا منه ، والعشائر التي شتت شملهم بقوة وشن عليهم حملة عسكرية لاشهارهم السلاح بوجه حكومة ياسين الهاشمي ومن ثم ابعاد رؤسائهم (بعد توليه السلطة) الى شمالي العراق مما جعلهم يتربصون به الفرص ، وحتى الحكومة التي جاء بها الى السلطة ، غدت تخشاه ،فرئيس الوزراء حكمت سليمان الذي يتعاون معه للاطاحة بوزارة  ياسين الهاشمي ، وجد فيه حجر عثرة في تحقيق اهدافه التي يسعى الى تحقيقها ، كما ان بعض الوزراء الذين يمثلون جناح اليسار ،وجدوا انه بكر صدقي يناهض الشيوعية والشيوعيين ، فأستقالوا من مناصبهم ومنهم كامل الجادرجي ويوسف عز الدين ،وان جعفر ابوالتمن وصالح جبر ايضا استقالا احتجاجا على تصرفه الاستبدادي واستخفافه بالقيم والتقاليد وان الشباب القومي العربي من الضباط ناهضه ، بعد ان لمسوا فيه انحرافا عن القضايا العربية وفي طليعتها قضيه فلسطين ، كل هؤلاء قد شاركوا أواسهموا للسعي في التخلص من الفريق صدقي ، اما من دبر اغتياله،فأن الدلائل تشير الى ان الامر قد تم بدفع ودعم من فئة مناوئة له من الذ ين سبق ذكرهم.