يقدم المهندس المعماري تغلب الوائلي ابن بغداد المهاجر الى كندا والمتطلع لوجه اخر لمدينة صباه بغداد،  حيث كان يعيش في قلب العاصمة ، منطقة القصر الابيض وهو من عائلة ملكية الهوى والطباع ، يقدم رؤية لتطوير واعمار واستنهاضها ،مع تصور ملحمي عن سبل بنائها ، في محاولة للاسهام في اعمار ما  دمرته الظروف والحروب التي خاضتها العاصمة،  خلال رحلة الخمسين عاماً التي مضت ، ويصف ما يجري الان من اعمال لانفاق الميزانيات عليها قائلا : ( الحقيقة ان هنالك زيادة ملحوظة في عمليات الاكساء وتغيير الارصفة وزراعة الحدائق … والاضوية الملونة المقرفة التي تجعلك تشعر وكانك في مدينة العاب او ملهى ليلي .

فخلال هذه السنة احيلت الاعمال  الترقيعية هذه من دون اعلان مناقصات ومن دون مواصفات حقيقية ولا احد يعلمًكم ما هي المبالغ التي اتفقت عليها من دون حساب وتعتبر من الاسرار الكبرى.!؟

فالمخطط الانمائي الشامل 2030 للمصادقة عليه على  الرغم من الاخطاء والملاحظات الكبيرة التي وردت من المتخصصين وادت الى ايقافه .)

السؤال الاهم :

اين مشاريع التنمية واين الاستشاريين العالميين الذين يفترض ان يكونوا مشغولين بمشاريع لا تعد ولا تحصى ابتداء من القطار المعلق والمترو الموعود ،  وتطوير شارع الرشيد وضفاف دجلة لاعادة المدينة الى رونقها فمن مهام الامانة تحسين جودة الحياة وليس ترقيع الشوارع وانارتها.

فالعمل الاساسي  وهو عملية حل المشاكل المرورية والذي تقوم به وزارة البلديات والاشغال بينما هو من مهام امانة بغداد !

ولنقف عند ما يسمى المخطط الانمائي الشامل 2030، يرى المهندس ومخطط المدن تغلب الوائلي الذي حذر قبل عشر سنوات من احتمالية انهيار مباني في شارع الرشيد ،وكوفئ  باخراجه من الهيئة الاستشارية في الامانة !؟ ثم انهارت عمارات في الشارع دون اكتراث من المسؤولين ، بان :

( المخطط الانمائي الشامل الذي وافقت عليه امانة بغداد قبل اشهر وبعد تاخر دام اكثر من 15 عاما ، واعلنت عن طرحه لاهالي بغداد لابداء الملاحظات في شباط الماضي. سحب واعيد من اجل تعديله لكثرة ملاحظات عليه،ادرج فيما يلي تحفظاتي التي بينتها عليه في وقت سابق:

1. المشاركة المجتمعية:

من حيث المبدا فان المشاركة المجتمعية المطلوبة عادة لاقرار المخططات الاساسية والتنموية لا تتم بالطريقة التي اعلنت عنها امانة بغداد بل من خلال حملة كبرى تتضمن عقد ورش العمل والندوات مع اصحاب المصلحة لشرح ومناقشة تفاصيل المخطط في العلن وتثبيت ملاحظاتهم اولا باول وبالتالي فان اسلوب الطرح غير سليم من الناحية المهنية والقانونية والمجتمعية.

فانني اتحفظ على مناقشة ما جاء من تفاصيل في التقرير النهائي للمخطط الانمائي حيث ان اي مصادقة عليه في رايي لن تغير من وضع المدينة المتردي شيئا ، فالمعلومات التي بني عليها المخطط ترجع الى السنوات 2007 و 2012 كما ورد في التقرير ونحن نعلم ان معالم المدينة واستعمالات الاراضي فيها وبناها التحتية فد تغيرت بشكل كبير منذ ذلك التاريخ ، وبالتالي فان اي ملاحظة قد تكون غير مجدية بالنظر لان المدينة عبارة عن كائن حي معقد تحكمه مجموعة من العناصر والفعاليات الحضرية المتداخلة التي يؤثر بعضها على الاخر وان اي تغير في اي من هذه العناصر سيؤثر بالتالي على الفعاليات المرتبطة به والمجاورة له.

هذه وغيرها يضعها تغلب وسواه من المختصين اراء حالة التسويف التي يضعها هواة لاعادة بناء مدينة محطمة بطريقة غير مجدية .