
![]() |
من ابرز شعراء البصرة :مهدي عبود السوداني.. (الظاهرة والاستحقاق) |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : الشعر عموما، هو وميض من النبض الإنساني، فإن كان الشاعر هو مالك قارورة العطر، فإن المهتم والمتذوق بل والناقد كذلك من ينزع عن هذا العطر الغطاء، ويتيح لأريجه الإنتشار ٠ ومنذ أن كنت نائبا لرئيس جمعية الشعراء الشعبيين لمحافظة النجف عام ١٩٩٢ و١٩٩٣.. ثم قراري الراسخ بالإبتعاد والنأي عن الوسط الشعري( لأسباب خاصة) ومنذ ذلك الحين وقبله كان لموضوع بحثي أثرا مؤثرا في وجداني وذائقتي لم أفلت من دائرة الاهتمام به البته.. ثم دنوت منه فوجدته عن كثب دافئا كمياه الخليج، صافٍ كماءِ نبعٍ رَقراق، لذيذا كمذاق العافية بعد السقم ، ذاك أخي وصديقي الكبير إنسانية وشاعرية المهذب مهدي عبود السوداني ٠٠
السوداني مهدي المشبع أصالة وعمقا في الإبداع ، له مايشفع في إحتساء شهده والإرتواء عطرا من روضه....ذلك أن مساحة عطائه وإبداعه وطول مسيرته وتاريخ نجاحاته لم يتجانس طرديا مع هذه المعطيات....ومقارنة مع من افسدوا الذائقة السمعية ، واخدشوا وجه الجمال في تاريخ الاغنية العراقية الأصيلة حتى تربّعوا على الشهرة جزافا ، وهم من أحالوا الذائقة السمعية الى القهقري وصالوا وجالوا في فن التجارة والتسويق الرخيص..
ول مهدي السوداني ...مسيرة معطرة، معطائة بما نسجته مخيلته المتألقة من رحيق المعاني وجمّار الحلاوة ، وتلك محطات الثمر منيرة وضّاءة مع عمالقة الغناء العراقي....ولم يهجر النسيان تلك المحطات التي مابرحت وهي تطفو على سطح ذاكرة الذائقة وهي محملة بعناقيد الإبداع الزاخر بجمال الأصالة ... فمن منا لم تطفو على سطح ذاكرته (بين جرفين العيون ) ل سامي كمال ..و من منا لم يتفيأ بصفصافته وارفة الظلال .. التي غناها الكبير سعدون جابر ( ترضون ابهيمه تخلوني ) ومن منا لم يتمايل جذلا بين نسائم ال ( هيّه وهاي وهيّه ) للمرحومة ربيعه تلك الفنانة البصرية التي رحلت قبل أوانها في حادث غادر ٠
مهدي السوداني إبن البصرة البار ولد فيها وترعرع وعاش ودرس وعمل وتقاعد ومازالت شرايينه تنبض عشقا، وهي تعلن الولاء والوفاء لمدينة الفن والشعر والموسيقى.. ولم يجد غير البصرة نديما لجراحاته.. ويقينا لظنونه، وملاذا لهواجسه ٠
وما يؤاخذ على شاعرنا السوداني مهدي أنّ در عطائه وجميل موهبته الشعرية تكاد تكون وقفا على محيط حبيبته البصرة مستقره الإجتماعي ومنفذ كسبه المعاشي، وهذا يظهر جليّاً في فحص الأسماء الفنية التي تعامل معها لحنا.... في عام ١٩٦٣ولج الكبير مهدي عبود السوداني عالم الحرف الشعبي وروض القوافي الساحرة وكعادة المبتدأين يطرقون أبواب البرامج المشهورة أنذاك ويرسلون لها نتاجاتهم ٠٠ وكان برنامج ركن الأدب الشعبي الذي يعدّه ويقدمه المرحوم ابو ضاري من أشهر برامج تلك الفترة.. وبدأت رحلة الحب والحرف التي قادته للتعرف على الأسماء الشعرية المرموقة والمبدعة في الساحة الشعرية أمثال عريان السيد خلف وكاظم الكاطع وكاظم الركابي وكاظم الرويعي وجودت التميمي وجبار الغزي وابو سرحان وكامل العامري وغيرهم الكثير من الأسماء الحاضرة او الراحلة رحمهم الله جميعا ٠
عمل في مديرية المسارح والفنون الشعبية في البصرة كما عمل في إذاعاتها ومنها إذاعة شط العرب... أعد وقدم الكثير من البرامج الشعرية ومنها برنامج شناشيل القوافي وغيرها..
صدر للسوداني ديوان غزل شياب مشترك مع الأديب عبد الامير الديراوي عام ٢٠٢١ وديوان هلاهل ماي عام٢٠٢٢ واخيرا وليس آخرا ديوان رباعيات سودانية عام ٢٠٢٣ ..وفي النيّة إصدار ديوانه الشعري المرتقب الذي سيتضمن ٣٥٧بيتا من الابوذية... اخترت لكم أحبتي الكرام شيئا من قصيدة چذاب...
گتلي من تعطش تروّيك الچفوف وهاذه انه العطشان وين اچفوفك وگتلي من تستاحش ابروحي تطوف شو علي شحيت حته اطيوفك وگتلي لو عينك طفت بعيوني شوف وشفت كل الناس بس ما شوفك
وندعو الباري جلّت قدرته أن يمنَّ على الشاعر مهدي السوداني بوافر الصحة والعمر المديد لنتمتع بإبداعات واصدارات أخرى ٠
ومايميز هذا العملاق....انه لم يقتصر في رحلته الرائده المستمرة على نظم فن القصيدة الشعبية الأصيلة المؤثرة بل هو أحد فرسان النص الغنائي العذب.. فقد تعامل مع كوكبة رائدة من الطاقات اللحنية المعتبرة أمثال الراحل طارق الشبلي والملحن جعفر الخفاف والملحن كمال السيد والملحن رضا علي ويوسف نصار ونجم مشاري ورحيم هاشم...
في عام عام ١٩٧٠ كان موعد خط الشروع مع النص الغنائي فكانت البداية مع الراحل الكبير طارق الشبلي ورياض احمد رحمهما الله وأغنية (مستاحش) ثم توالت الرحلة لنفس الملحن.. (الصفصاف) لسعدون جابر، شوگي خذاني لسيتا هاكوبيان ويلومون المبتلي لصلاح عبد الغفور وانه الماناسيك لقاسم اسماعيل.. إلى آخر القائمة... ولحن له كمال السيد بين جرفين العيون.. الذي غناها سامي كمال.. وترنمت سيتا هاكوبيان له بأغنية ياهاجري من ألحان جعفر الخفاف كما لحن له أيضا عتب دافي أداء سعدي البياتي ... أما الملحن يوسف نصار فقد لحن له الأغنية المشهورة جدا (هيه وهاي وهيه) أداء المرحومة ربيعة.. كما غنت له من ألحان نصار اشمالك تزعل وأطحن بالرحه ٠٠كما غنت له سهى عبد الامير اعتب عليك من ألحان محمود علي... وقد غنى له الفنان المعاصر نجم مشاري من ألحانه عدد من الأغاني والاناشيد الرياضية، ومن ألحان ابن البصرة ورفيق صباي الملحن رحيم هاشم غنى للسوداني الفنان فيصل حمادي عددا من النصوص مثل فدوه ياعراق و أغنية لعيون العراق.....ومازالت القائمة مفتوحة
وفي مسك الختام....أجد نفسي عاجزا عن إبلاغ رسالة الوفاء تقديما وكأنّي مازلت أحبو ولم ألامس جرف بحر هذه القامة المعطاء انها الظاهرة البصرية العراقية الراسخة في وجدان الانتماء والحب والإبداع... * كاظم العطشان
|
المشـاهدات 1720 تاريخ الإضافـة 30/07/2023 رقم المحتوى 26509 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |