
![]() |
تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( هل نسينا مهرجان المربد ... ؟!)) |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : لم ينصرم يومٌ ما دون أن يسألني عدد كبير من الزملاء والأصدقاء عن أخبار مهرجان المربد ،وأحار بالجواب لتكون إجابتي الأخيرة لهم :ــ لا اعرف شيئاً ، فيكون ردّهم عليَّ :ــ أنت عضو مجلس مركزي وما تعرف أي خبر عن المربد ، كيف بالآخرين ؟! لتنطلق من فمي العبارة التي اردّدها دوما :ــ مواعيد المسؤولين عرقوبية للأسف !! هذه الأسئلة وغيرها وما يعتمل في النفس من تساؤلات كثيرة جعلتني أتذكر بعض المهرجانات العالمية التي تقام في عدد من المدن العربية والعالمية، والتي نتابعها ونمنّي النفس في حضور إحداها، ففي أغلب دول العالم ،تقوم مؤسسات ومنتديات وجمعيات شبه رسمية بإقامة مهرجانات وملتقيات للشعر والسينما والمسرح والتشكيل وبدعم كبير من قبل الشركات الصناعية الخاصة ( الأهلية ) وأصحاب رؤوس الأموال والتجّار،ونادرا ما يكون هناك دعم حكومي ،هذه الملتقيات والمهرجانات تكون عالمية طبعا ، حيث تستقطب بدعوتها عدداً من الأدباء والفنانين العالميين ما يعطي للمدينة التي تقام فيها سمعة دولية وعالمية كبيرة لتتجه إليها عيون الشركات الاستثمارية والتجارية والصناعية وغيرها ما يعطيها ميزة كبيرة وتزدهر فيها كل أشكال الاقتصاد من صناعة وزراعة وسياحة وما الى ذلك لتنتعش عمرانياً واقتصادياً بشكل كبير!! البصرة المدينة التي مُصّرت منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ونيّف ، وحازت شهرة كبيرة بالثقافة والفن والعلوم والعطاء بشتى أنواعه وأشكاله منذ ذلك التاريخ ، حيث اتجهت إليها عيون الناس من كل حدبٍ وصوب لتنهل من عطائها الإبداعي والمعرفي وحتى الاقتصادي عنوانها المربد !! وأقصد مهرجان المربد الذي يحمل صبغة تاريخية وتراثية كبيرة وله أثر كبير في النفوس في شتى أصقاع المعمورة، اعتمد القائمون عليه منذ إعادة عقده في سبعينيات القرن الماضي وليوم الناس هذا على الدعم الحكومي الذي تتغير نسبته حسب آراء واتجاهات وطموحات وهواجس الحكومات وما تريد،في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي تحوّل للأسف الى مهرجان تعبوي سواء للحرب أم لتزيين صورة الطاغية لأن الدعم والتمويل حكومي فحتماً للحكومة رأيها وهيمنتها عليه ، وبعد سقوط الطاغية وإعادته إلى البصرة كان الحالمون بإقامته وفقاً لما ابتدأت دوراته الأولى إبّان السبعينات لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقال ، ظلّ الاعتماد في دعمه وتمويله على الحكومة ، لهذا نراه يتعثر كل دورة ويظل القائمون عليه في حيرة وقلق ، في عام 2004 أقيمت دورته الأولى بعد سقوط الطاغية وكانت ناجحة جداً بشهادة الجميع ،لكن الدورات الأخرى تفاوتت بين النجاح الكبير والتأخير في الموعد وكثرت السلبيات في بعضها بسبب الاعتماد على الدعم الحكومي طبعاً والخاضع إلى أهواء وطموحات ومتطلبات المسؤولين في كلّ مرّة ، وآخر دورة أقيمت قبل سنتين في أواخر عام 2021 لتظلّ الأماني والأحلام عالقة وواقفة عند باب هذا وذاك من المسؤولين !! دعوة مخلصة وصادقة لأبناء البصرة من أصحاب رؤوس الأموال والتجّار والشركات أن يقوموا بواجبهم الإنساني والانتمائي تجاه هذه المدينة وان يدعموا مهرجانها العريق ليرفعوا اسم مدينتهم عاليا بزهو نجاح مهرجانها واستقطاب أسماء عربية وعالمية كبيرة وكثيرة ، بعيداً عن المزايدات الانتخابية والحزبية والفئوية لأن الأخيرة تقتل الإبداع وتجعله في خانة المجاملات وآلية الربح والخسارة للأسف !! المربد عين البصرة والبصرة عين العراق ، والعراق عين الدنيا ، لنتكاتف جميعاً وبضمير عراقيٍّ خالص من كل شائبة كي نعيد زهو هذه العين وألقها المزدهر بالمحبّة . |
المشـاهدات 165 تاريخ الإضافـة 26/11/2023 رقم المحتوى 34092 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |