الأحد 2024/10/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
لخونة الأمانة الوظيفية نقول
لخونة الأمانة الوظيفية نقول
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

الوظيفة أمانة توكل لصاحبها باشتراط الحفظ والصيانة وردّها كما استلمها من دون نقص أو خسران ، والموظف هو ذلك المؤتمن الخاسر في كل الأحوال لأنه قبل أن يحمل أمانة الوظيفة وهو يضمر ويخفي مآرب مشبوهة عن قصد أو بغير قصد حين ينصاع ويذعن لمن يريد منه خيانة ما أؤتمن عليه.

وقد تتضاعف مسؤولية الأمانة الوظيفية حين توكل لمن يدّعي أنه صاحب دين وتعتمل في قلبه مخافة الله ليقف تحت ظل عقوبتين في حال مخالفة اشتراطات الأمانة ، الأولى عقوبة قانونية قد يرى فيها  بعضهم انقاذاً وخلاصاً خاصة عندما يأتي وقعها أقل ضرراً من حجم الخيانة المرتكبة وهذه تريق ماء الوجه ويقبلها من لا كرامة ولا مروءة له ، والثانية عقوبة إلهية ويل لصاحبها إن كان من أهل الدين أو ادعياء الورع والتقوى لأنها ستأتي مضاعفة وقصاصها العدل والخصم فيها يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا مناصب هو ذو العزة والجلالة ، فلا عذر ولا مهرب ولا خلاص ولا توبة ولا مغفرة لأنها تصنّف ضمن حقوق الآخرين التي لا تسقط بالتقادم ولا يعفو عنها إلا صاحب الحق وحده.

أسرد هذه المقدمة وأنا ومجموعة من زملاء المهنة ممن وقع عليهم حيف كبير وسلبت حقوقهم المهنية ويتعرّضون إلى هجمة من أبواق وأصوات نشاز من المنتفعين والطارئين وأيتام البعث وصلت بهم الحال أن يتقمّصوا دور وكيل الأمن الذي مارسوه سابقاً ووضاعة المخبر السرّي ليقذفونا بالوشايات الباطلة التي قد تتسبب بإعدامنا بالباطل ، وهم يعيدون سيرتهم البعثية الأولى حين كانوا كتبة تقارير سرّية أودت بحياة الأبرياء ، ظناً منهم أن أساليبهم ستمنعنا من ملاحقتهم وفضحهم وكشف جرائمهم.

وهذه المجموعة الخيّرة من الصحفيين المتصدين لتصحيح المسارات المنحرفة والمخالفات القانونية الكبيرة في نقابتهم تصرّ على ما أقدمت عليه من خطوات قانونية لتحقيق الإصلاح المنشود لتصطدم بحقائق مخجلة تكشف عن حجم خيانات الأمانة لدى أصحاب الشأن من الموظفين الكبار من الذين أعماهم الجشع وسحر المنصب وتوهموا جاهلين أن ذلك سيعفيهم من المساءلة الإلهية وقبلها القانونية وأن محاباتهم ومجاملاتهم وانحيازهم لغير الحق سيمدّ بآجالهم الوظيفية إلى آخر العمر ولم يعتبروا بمن سبقهم من الطغاة والجبابرة ، فلا عذر لرئيس وهو يخون أمانته ولا عذر لمسؤول وهو يحنث بالقسم الذي تعهد به حفظ الأمانة ولا عذر لقاضٍ توهّم أن حرف الحقيقة لإبطال الحق وإحقاق الباطل إنما هو سوء تقدير أو تفسير مخطوء ، فلا مجال هنا للضحك على الله ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، أما حطب جهنم من اراذل المسؤولين الخائنين لاماناتهم فهؤلاء لا صوم ولا صلاة لهم ولن يتقبل منهم وأن أبدوا خشوعاً تخرّ له الجبال ، وسنأتي على ذكر أمثلة حية لهؤلاء في مقالات لاحقة.

المشـاهدات 537   تاريخ الإضافـة 23/03/2024   رقم المحتوى 42393
أضف تقييـم