الأحد 2024/4/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
تولستوي..ما بين السلام والحرب!
تولستوي..ما بين السلام والحرب!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

 عن قصد  مُبيّت كنتُ قد قدّمت السلام على الحرب،في عنوان  مقالي هذا،زاعماً ومتيّقناً بأن قرار إعلان الحررب إسهل من قرار إيقافها،وأن التلّويح بالقوة أفضل من أستخدامها،يرى الروائي العبقري العبقري ليو تولستوي من خلال عيون عمله الملحمي "الحرب والسلام"- لاحظوا كيف شاء تقدّيم الحرب على السلام-الذي يُعد الأشهر والأمهر وعياً و تمريراً وأثراً ذات قيمةً إبداعية فريدة،أستحقت الرفعة والخلود في مجالات ونواحي ثنيات وثيمات الكتابة التأريخية حول جدلية هاذين المفهومين،الأرسخ والأقدم في تأريخ البشرية منذ مقتل هابيل، وحتى اللحظة،يصطف تأريخ رواية  تولستوي المتناولة لفترة غزو نابليون لروسيا القيصرية عام/ 1812،ما بين 1805-1813،ومن خلالها  يؤكد -ضمناً وعلناً- بأن تأريخ هذه الحرب هو تأريخ الجميع لا تأريخ أفراداً معينين،أو فرداً واحداً أو شخصية مهما كانت صفتها وعلو كعب مواقعها،ناسفا-عبر ذلك- ومنطلقاً بنعت من عناهم ب"المؤرخين المأجورين أو الحكوميين،"وماحقاً -كذلك- صلف من يدّعي بأن التأريخ يكتبه المنتصرون، كما ولم يخش بأن يعرج موضحاً على أن مسائل الحرب والسلام من حقيقة كونها علاقة مترابطة -متبادلة،كما هو واضح،مُبيّناً بعدم صحة الإعلان ووجوب التبرير من أن السلام  يكمن في الحرب،بمعنى دون "الحرب" لا يكون "السلام"،ذاكراً بالايمان والثقة بأن السلام هو الأكبر بكثيرمن مناجم الحرب ومطاحنها وتركاتها الوخيمة والقاسية،وأن معادلة جمع "الحرب والسلام" بجميع حيثياتها ليست سلاماً-على الاطلاق-،ربما من هنا ألتعت مقولة المهاتما غاندي،وهو من أشّد المعجبين و المتأثرين بطروحات وأفكار تولستوي؛" النصر الناتج عن القوة يساوي الهزيمة"،وبحكم وحسب ما فرز وأوعزهذا الروائي الفذ صادحاً بالطرح والتلويح بأن الحرب على إنها حرب،بواقع جوهر تناقضاتها مع السلام،وأن نبل وجمال وعدالة ونقاء كل هذه المفاهيم هي مَن تعزز وتعمّق من صلاتنا ورغباتنا في الحياة كريمةً وحُرّة، وتستحق العيش،ومن خلال ما أستنتجناه وتنفسناه ولمسناه من أن بطولة الإنسان ما قبل الحرب وأثناءها وما بعدها هي الأبقى والأكثر أثراً وأجدى في تعبيد طُرق المستقبل بالأحلام،شريطة أن لا تتعدى الأحلام حدود الحُلم بالمستقبل الذي هو قِبلة السلام حين لا ينفصل وينفصم عن جدلية مسألة الحرب كقطبٍ مقابل حتى ولو بالافتراض المتوارث،ألى الآن لم أكن أستطيع محو صدى صرخة ذلك الضابط المنتصر في المشهد الأخير من رواية الحرب والسلام،وهو يتفحص جثث القتلى من جنوده تحيط به من كل جانب،حين نسمعه يقول-بحسب ما أذكر الآن،وبما معناه-؛ ليس الموت بأن تموت أنتَ،بل  في أن يموت كل من حولك،و أنت لم تزل-بعَدُ-على قيد الحياة.!

Hasanhameed2000@yahoo.com

المشـاهدات 53   تاريخ الإضافـة 28/03/2024   رقم المحتوى 42714
أضف تقييـم