الإثنين 2024/4/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 27.95 مئويـة
وراء القصد تقزيم اللحظة
وراء القصد تقزيم اللحظة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

انا من جيل يعتبر القضية الفلسطينية هي قضيته المركزية الأولى ، ويتفاعل مع كل عملية فدائية تستهدف الاحتلال الصهيوني ينفذها ابطال كنا نعرف كناهم ، وكنا نردد قصائد محمود درويش وسميح القاسم ومظفر النواب ، ونقرأ لغسان كنفاني ، وكنا نحرص على شراء مجلة الهدف .

وما زالت فلسطين بالنسبة لي علامة استفهام تشير الى اتهام جيل سبقنا بالتخاذل والتقصير لما آل اليه الوضع العربي من تنازلات واذلال وتفكك وما الى ذلك من قادة خونة وأنظمة كنا ندعوها بالانظمة الرجعية ، فقط لأنها قصرت في الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومظلوميته .

وطيلة هذه السنوات ومع تعاظم الخذلان العربي كان يتأسس في اذهاننا ان الصراع الحقيقي ليس بين عرب وكيان لقيط ، وانما بين شعوب لا حول لها ولا قوة وتسقط في وحل الشعارات من جهة ، ومن جهة أخرى قوى عالمية متغطرسة تنفخ بقربة هذا الكيان وتتركه في تعنته وقتله للابرياء ، حتى جاء يوم السابع من أكتوبر ، واذا بثلة فلسطينية تقتحم أراض اغتصبها الصهاينة بالقوة ، وتأسر منهم المئات ، فيفقد الكيان عنان عقله ويقتل ويسفك الدماء بشكل مروع ، مع تخاذل القوى العالمية التي ساندته في كل عمليات القتل والتنكيل للفلسطينيين في غزة التي تحسب وفق القانون الدولي بانها منطقة محتلة ، وان المحتل هو من يقتل بابناء هذه المدينة ، والتي سميت بسبب تكاثر اللاجئين والمطرودين من ارضهم ومدنهم اليها ، بدأت تسمى القطاع لانها مدينة باتت تستوعب سكان مدن فلسطينية كثيرة ، وباتت غزة تمثل اكبر خزان لاجئين في العالم.

وحين بدأ صباح يوم الاحد الرابع عشر من نيسان شاهدنا مستوطنو هذا الكيان يهربون نحو الملاجئ كي تقيهم حمى نيران الصواريخ الإيرانية ، والطائرات المسيرة ، وشمّر الداعمون لهذا الكيان الغاصب من القوى الكبرى عن ساق لدعمه والوقوف بوجه ايران ، فاتهم البعض ايران بانها تلعب على عقول الجميع وتتفق مع الكيان كي تذله ، والأخير قبل بالمذلة ، نزولاً عند رغبة إيرانية فقط.

بدأت حملات الكذب والتأويلات المشوهة تنهال عبر منصات التواصل الاجتماعي ، وكثيرون يعبرون عن وجهات نظر  يتناقلوها بعضهم من بعض ، وفي جلّها تكتنز اتهاما لإيران ووقوفاً مبطنا مع الكيان الصهيوني الغاصب.

الحقيقة التي يجب ان نقف عند حدها ، ان ايران تغتصب الحكم في العراق ، والمنطق يقول ان حالة العداء بينها وبين العراقيين في تعاظم ، وهي التي تغذي السلاح غير الشرعي الذي جعل من العراق دولة مجاميع مسلحة وليس دولة حكومة ذات سيادة. وهذا موقف مبدئي يجب ان يقف عنده كل عراقي غيور على وطنه، بيد ان الموقف الإيراني من الكيان الصهيوني هو قضية أخرى يجب ان نقيس تداعياتها من خلال موقفنا من الكيان الصهيوني ، ويجب ان ندعم أي جهد يستهدف تهديم بناء دويلة لقيطة زرعت في قلب الامة ، واربكت وضعها على كل المستويات منذ تاسيسها عام١٩٤٨ ولحد الان، دولة بسبب وجودها حكمنا الظالمون وهم يكيلون علينا الشعارات ، وسار وراءها جيل كامل للأسف انجر منهم ، ولم اكن ومن معي قادرون على تغيير ابسط قواعد لعبة التحكم ، لأننا ببساطة سنكون وقود نار اشعلها الحكام المنافقون ، وعزاؤنا هو ان جذوة فلسطين ما زالت باقية كأشجار الزيتون ، ونخيل العراق .

اليوم بات الوضع العربي ، والعراقي بشكل خاص يحتاج الى شجاعة في تقييم الحدث ، ولا منطقة وسطى ، ولا لون رمادي بين ابيض الرأي وأسوده.

انها لحظة عظيمة لا تستحق التقزيم. ولا يستحق الفلسطينيون ان يتخاذل قومٌ لان عدو عدوهم ليس صديقا للعراقيين.

المشـاهدات 74   تاريخ الإضافـة 15/04/2024   رقم المحتوى 43756
أضف تقييـم