الجمعة 2024/5/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
وراء القصد أمركة السوداني
وراء القصد أمركة السوداني
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

واخيرا حصل رئيس الحكومة محمد شياع السوداني على فرصة التواجد في الولايات المتحدة الامريكية رغم الظرف المعقد مع الاخيرة من خلال مواقفها الداعمة بشكل وقح للكيان الصهيوني وعدم احترامها للدم العربي والمسلم في قطاع غزة في فلسطين المحتلة.

استطاع رئيس الوزراء العراقي تفعيل اتفاقية الاطار المشترك بين العراق والولايات المتحدة من جوانبها المهمة وعدم حصرها واختزالها في الجانب العسكري والامني , لأنه يعلم تماما ان الحديث عن انسحاب امريكي او خروج القوات الامريكية من العراق هو حديث تستهلكه الاصوات والماكنات الاعلامية وتتسوق به مجموعة شخصيات ليس لها من العراق الا الاسم فقط . لذلك توجه في تفعيل الاتفاقية التي تفتح مجالات واسعة امام المحتل الامريكي في تحوله الى قوات صديقة للعراقيين , وبالتالي فان اتفاقية الاطار التنسيقي بين العراق والولايات المتحدة وعلى الرغم ما فيها من تأكيد على وجود امريكي وترسيخ لهذا الوجود ضمن عناوين كبيرة وعريضة , الا ان فيها جحوانب دعم تنموية من الممكن الالتفات اليها اذا تم تفعيلها بشكل واضح.

كان السوداني في البيت الابيض ليس ممثلا لحكومة الاطار بقدر ما هو مقتنع ان الشعارات التي تطرحها حكومته لا يمكن تصريفها في سوق القبول الامريكي , لذلك سعى للتحدث امنيا بعموميات جمة , خلافا للانتماء الامريكي الواضح لمواقفهم ازاء ايران وتاثيرها في المنطقة من خلال اذرعها العراقية واللبنانية والسورية وااليمنية.

ورغم ما وصف بنجاح متطلبات الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الى الولايات المتحدة , الا ان اطرافا في الاطار التنسيقي لا يعجبها هذا النجاح , لأنها تعتقد ان اي نجاح للسوداني انما سيأخذ من جرف نتائج انتخاباتهم القادمة , وهذا ما بدى جليا من خلال تصريحات البعض المنافس له , أو الذي يخطط للتخلي عنه , في الايام القادمة من خلال تكبيله بجملة شروط للانتخابات , أو غيرها.

ان معضلة رئيس الوزراء تكمن في طريقة توليه المنصب , لأن هناك من ينازعه في الصلاحيات , لا يتركه يعمل استنادا الى تكليفه ووضع مسؤولياته , امام ميزان النجاح الوطني , بل إن التحالف الذي جاء برئيس الوزراء يعتمد ميزان التحالف ذاته وليس الميزان الوطني. اعتقد ان هذه المعضلة ستدفع السوداني للتأكيد والمراهنة على المد الشعبي الذي يحتاج لتحدي المنافسين وغير الراغبين به من المنظومة الساندة , والتي تحولت الى منظومة طاردة, ونافرة.

وعلى هذا يتأسس بعد جديد , وهو الضغط من خلال مجالس المحافظات الوليدة , وتعبئة هذه المجالس بالتراشق الحزبي الذي سيوقف عجلة البناء ي المحافظات , من خلال المطالبة بالاستحقاقات الحزبية على حساب الواجبات الوطنية التي يجب ان يضطلع بها رئيس الحكومة وجوهر وجوده الخدمي لابناء البلاد.

ولا بد من الاشارة الى تهديد اخر سيصطدم به رئيس الوزراء في المرحلة القريبة القادمة , وهو تضخم الانا عند بعض الزعامات وهذه المعضلة لعمري هي من اكبر المعضلات التي من الممكن ان تصيب رئيس الوزراء بدوار سياسي واداري , وهو يدرك ان هذا التضخم سيجر الى اصطدامات مستقبلية خصوصا مع اقتراب فترة الانتخابات التي يسعى اليها متضخمو الانا في داخل الوطن عموما وفي الاطار التنسيقي بشكل خاص.

وستكون التهمة الجاهزة هي انهم سيحاولون امركة السوداني قدر الامكان.

المشـاهدات 74   تاريخ الإضافـة 22/04/2024   رقم المحتوى 44225
أضف تقييـم