الثلاثاء 2024/5/7 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم جزئيا
بغداد 22.95 مئويـة
نيوز بار
مديرية الاستخبارات والأمن تطيح بشبكة لتجارة ونقل المخدرات في بغداد Addustor.com مجلس الوزراء يقرر تكريم لاعبي المنتخب الأولمبي لكرة القدم بقطع أراضٍ سكنية مجانية بمساحة (200م2) ومنحة شهرية مقدارها 400 ألف دينار لكل منهم Addustor.com اعتقال عصابة سرقت رواتب موظفين من أحد مراكز توزيع الرواتب في الديوانية Addustor.com اليوم.. باريس سان جيرمان يستقبل دورتموند فى لقاء الحسم ورد الاعتبار في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الساعة العاشرة مساءً Addustor.com المحكمة الاتحادية العليا تصدر قراراً بعدم صحة الفقرة "2" من قرار مجلس النواب المتخذ في الجلسة الثانية بتاريخ 27 /1 /2024 المتضمن تأجيل انتخاب رئيس مجلس النواب إلى حين البت في الدعاوى المنظورة من قبل القضاء Addustor.com هيئة المعابر بغزة: توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم والجيش الاسرائيلي يعلن عن سيطرته على معبر رفح بشكل كامل ويقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة Addustor.com مشاجرة بين شخصين تنهي حياة شاب بعد طعنه بالسكين ضمن منطقة الفلاحية في محافظة واسط Addustor.com
خليل مردم بك على خطا البحتري واصفاً.. ومقياساً للجودة باسمة اسماعيل
خليل مردم بك على خطا البحتري واصفاً.. ومقياساً للجودة باسمة اسماعيل
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

حُمــاة الديــارِ عليكم سلام أبت أن تذِلَّ النفــوسُ الكرام
عرين العـــروبة بيتٌ حَرام وعرش الشموسِ حِمىً لا يُضام
ربوع الشـــآمِ بروجُ العُـلا تُحاكي السماءَ بعـــالي السنَّا
فأرضٌ زهتْ بالشّموسِ الوِضا سماءٌ لَعَمْـــرِكَ أو كالسَـما
رفيفُ الأماني وخَفقُ الفــؤادْ على علَمٍ ضـمَّ شَمْلَ البــلادْ
أما فيهٍ منْ كُلِّ عينٍ ســـوادْ ومن دمِ كُلِّ شَــهيدٍ مِــداد ؟
نفــوسٌ أُباةٌ وماضٍ مجيــدْ وروحُ الأضاحي رقيـبٌ عَتيـدْ
فمِنّـَا الوليـدُ ومِنّـَا الرَّشيـدْ فلـِمْ لا نَسـودُ ولِـمْ لا نُشيدْ ؟

شاعر وناثرخالد في الذاكرة

على وقع كلمات النشيد العربي السوري تم افتتاح محاضرة (ضمن «أعلام خالدون»: خليل مردم بك شاعراً وناثراً) التي أقيمت مؤخراً في ثقافي أبو رمانة، ألقاها الباحث عيسى فتوح
راوياً سيرة الراحل الغنية منذ طفولته إلى أن أصبح شاعراً وناثراً خالداً في ذاكرة كل مَن عرفه، بدأ الدراسة في الكُتَّاب في سن السابعة، وفي العاشرة من عمره التحق بمدرسة «الملك الظاهر» الابتدائية الرسمية وبعد ثلاث سنوات انتقل إلى المدرسة الإعدادية الرسمية حيث مكث فيها سنة ونيّفاً، ثم تركها وارتأى أن يأخذ علوم اللغة والدين عند ثلاثة من أشهر علماء دمشق فدرس الحديث على يد المحدّث الشيخ بدر الدين الحسني، والفقه من مفتي الشام عطا الكسم والصرف والنحو من الشيخ عبد القادر الإسكندراني، وبدأ ينظم الشِعْر قبل أن يبلغ الخامسة عشرة من عمره، توفي والده ولم يُتِم الخامسة عشرة من عمره، وبعد أربع سنوات توفّيت والدته، وقد طبعه اليتم بطابع الصمت والعزلة والحياء والانطواء على النفس والابتعاد عن المجتمع، ولازمه هذا الطبع طوال أيام حياته، كل ذلك أثر في تهيئة أسباب طلب العلم والتثقيف الذاتي الذي لازمه طوال حياته، وعلى الرغم من انصراف مردم بك إلى الأعمال الإدارية والدبلوماسية في وزارتي المعارف والخارجية إلا أنه ترك ثلاثة وعشرين كتاباً لم ير النور منها في حياته إلا كتاب «شعراء الشام في القرن الثالث الهجري» أما الكتب الأخرى فقد بقيت مخطوطة إلى أن قام نجله عدنان بإصدارها تباعاً وأولها ديوانه وكتابا (جمهرة المغنين) و (الإعرابيات) وغيرها من الكتب.

مردم بك والبحتري

وأشار فتوح إلى أن كاتب كلمات النشيد الوطني السوري كان معجباً بفصاحة الأعراب وكلامهم لما فيه من الجمال والأصالة والإيجاز وعدم التكلف، فقد أتاح له فراغه ويسره المادي أن يترك نفسه على هواها وأن ينقطع للأدب مستمداً من الأدب العربي القديم شعراً ونثراً.
ومن جهة أخرى أوضح الباحث أن مردم بك تأثر وأعجب بالبحتري لذلك سلك سبيله في التشخيص والوصف القائم على استخدام النظر والسمع والوعي والحس، وهناك أكثر من نقطة تشابه بينهما، وقد سأله الشاعر حافظ ابراهيم مرة: مَن تفضل من الشعراء: أبا تمام أو البحتري أو المتنبي؟ فأجاب من دون تردد: البحتري، فهو في نظره مقياس للجودة، إضافة لكونه زعيم الطريقة الشامية التي تقوم على الوصف أولاً، ولأن أسلوبه يقوم على العناية بالموسيقا والديباجة وإحكام الصنعة والاهتمام باللفظ من دون الغوص بالمعاني المبتكرة والأفكار المخترعة ثانياً.

شاعر الشام

وأضاف فتوح: أنه لا يوجد شاعر وصف الرياض الزاهرة وغوطة دمشق كما وصفها مردم بك، حيث صور رياض الغوطة وجداولها وخمائلها وأطيارها وأزهارها تصويراً دقيقاً مفعماً بحنان القلب وأحاسيس النفس، ويحن إليها حنين العاشق إلى معشوقه يشجيه عبق الزهر، وساجع الطير وانسياب الغدير وتعانق الأغصان، ووصف أيضاً هزج وترنيم وانسياب نهربردى، لافتاً إلى أن عنايته بوصف الطبيعة الثابتة والمتحركة جعلته يعنى بوصف الحيوان ورصد حركاته كما في قصيدته (الفراشتان)، ويشير فتوح إلى أن أحب الفصول إلى نفس خليل كان الربيع، فهو لم يصور الشتاء أو الصيف أو الخريف في شعره، لأنها صور قاسية لا تستطيع نفسه اللطيفة أن تتمثلها.
ويرى فتوح أن اهتمام مردم بك بوصف الطبيعة لم يكن أكثر أهمية من النواحي القومية والإنسانية في شعره، حيث كان يرى أن على الشاعر مسؤولية إنهاض قومه وإيقاظ شعبه من غفلته، إضافة إلى أنه رثى شهداء العروبة وتغنى بالاستقلال ودعا إلى الثورة على الاستعمار وتقديس الوحدة العربية الكبرى جامعاً في شعره الحماسي كل هذه الأغراض، حيث يقول:
إذا لم ينبه شاعر القوم قومه
فذاك بأن يشقى به قومه أحرى
أرى الشعر أنفاساً يصرفها الفتى
فيطفي بها جمراً ويذكي بها جمرا
وينفخها روحاً بميت أمة
فتنسل من أحداث غفلتها تترى

قيم صالحة

ويبين فتوح أن شعر مردم بك الاجتماعي لا يقل أهمية أيضاً عن شعره الوطني والقومي فقد دعا إلى إصلاح الفساد الاجتماعي وذم مَن يتمسك بالقشور من رجال الدين وانتقد العادات الفاسدة، ونادى بالأخذ بما جاء في الحضارة الغربية من قيم صالحة وعطف على الأطفال الجائعين كما في قصيدته اليتيم الجائع، موضحاً أنه لم يكن لخليل مردم بك شعر هزلي لأن هذا الشعر مرتبط بالهجاء وبالمقابل كان كثير الحشمة أبيّ النفس رفيع الأخلاق باستثناء قصيدة هزلية واحدة نظمها على طريقة ابن الرومي في الإضحاك والتماس المفارقات والعيوب، وغزله كان تقليدياً مطبوعاً بطابع الأناقة المهذبة وبعيداً عن الابتذال والاستهتار الخلقي

 

المشـاهدات 49   تاريخ الإضافـة 26/04/2024   رقم المحتوى 44487
أضف تقييـم