النـص : تسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية خلال السنتين الاخيرتين الى تعضيد وترصين برامج التوأمة العلمية بين الجامعات الحكومية ومثيلاتها الأهلية التي انتشرت بشكل غير مسبوق في العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى ، وبحسب آخر تصريح لوزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال افتتاحه لعدد من الابنية المدرسية في جامعة أهلية في محافظة ديالى ، فأن وزارته جادة في التأكيد على أهمية برامج التوأمة العلمية بين الجامعات الحكومية والاهلية من خلال المناهج والمعايير العلمية في الدراسات الاولية والعليا فضلا عن الاختبارات والامتحانات واعتماد النماذج الوزارية لعدد من المواد العلمية لمختلف الاختصاصات العلمية الصرفة والانسانية الاخرى، ومادمنا بصدد هذه الموضوعة المهمة والتي من خلالها تسعى الوزارة الى ترصين الجوانب العلمية المختلفة في الجامعات الاهلية والارتقاء بمستوى التدريس في هذه الجامعات وجعلها بمستوى الجامعات الحكومية من حيث المناهج وطرق التدريس والامتحانات سعياً للارتقاء بمستوى مخرجات الجامعات الاهلية في الاختصاصات المختلفة وذوبان فكرة الحصول على الشهادة الجامعية مقابل المال في الجامعات الاهلية من دون علمية تذكر وجعل هذه الفكرة تصب في بوتقة اعتماد المعايير الاكاديمية والعلمية وحتى الادارية كما هي في نظيراتها الحكومية ، وهذا السعي العلمي والاداري الذي تؤكد عليه الوزارة خلال السنتين الاخيرتين لابد له ان يُعضّد بأجراءات ادارية وتفتيشية من قبل الوزارة ودوائرها وأقسامها المختلفة سعياً لترصين عملها في التطبيق الامثل لبرامج التوأمة التي تسعى الى تطبيقها ونرى في هذا الاتجاه ، أنه لابد للوزارة أن تسعى ومن خلال العمل مع لجنة التعليم في مجلس النواب الى تعديل أو اقتراح قانون جديد للجامعات الاهلية في العراق ينظم ويؤكد برامج التوأمة بين الجامعات الحكومية والاهلية حتى يكون ملزماً للجامعات الاهلية قبل تأسيسها ومن ثم تعزيز التعديل للقانون الحالي أو القانون الجديد بتعليمات تصدرها وزارة التعليم العالي لتنظيم هذه العلاقة وآلية العمل المشترك وتشكيل اللجان لهذا الغرض ، ومن ثم العمل على اجراء جولات زيارات للكليات الاهلية الاطلاع ميدانياً وعن كثب على مدى تطليق الكليات الاهلية لبرامج ومعايير التوأمة واقترح أن تكون بعض الزيارات غير معلنة ذلك ان بعض الكليات كما نسمع انها لاتعتمد معايير التوأمة حتى في المناهج والمواد العلمية ومفرداتها واختصاصات التدريسيين استسهالاً للعملية التعليمية وعلى خلاف جوانبها العلمية المعتمدة في الجامعات الحكومية ، وهذه كما نرى تحتاج الى لجان علمية محايدة تقوم بزيارات معلنة وغير معلنة للتأكد من عملية التطبيق الامثل لبرامج التوأمة التي تسعى الوزارة الى تطبيقها واشاعتها سعياً منها لترصين العملية التعليمية ومخرجاتها في الكليات الاهلية التي انتشرت خلال السنين الاخيرة من اجل هدف معلن هو احتواء الطلبة ممن لم يحصل على فرصة في الجامعات الحكومية ولكن ليس من اجل هدف تحقيق هامش الربحية على حساب الجوانب العلمية والتنظيمية واستسهال الحصول على الشهادة الجامعية من اجل غايات كمالية واخرى مالية للموظفين ممن ليس لديهم شهادة جامعية واخرى لغايات انتخابية لبعض السياسيين ، لكن يبقى الجانب العلمي هو الاساس في الحصول على الشهادة الجامعية أو العليا وهذا ماتسعى اليه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تأكيدها على أهمية تطبيق برامج التوأمة بين الجامعات الحكومية ومثيلاتها الاهلية .
|