الإثنين 2025/11/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
نيوز بار
بين السيد محمد شياع السوداني والسيد نيجيرفان بارزاني ادارة الازمة وقيادة الصراع لأجل العراق
بين السيد محمد شياع السوداني والسيد نيجيرفان بارزاني ادارة الازمة وقيادة الصراع لأجل العراق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د.هوشيار مظفر علي امين
النـص :

 

 

 

(2)

 

لقد أثبتت التجربة أن الحوار بين السوداني وبارزاني لم يكن حدثاً داخلياً فقط، بل له تأثير استراتيجي على جوار العراق. فاستقرار العلاقة بين بغداد وأربيل يعني تلقائياً استقرار الحدود مع تركيا وإيران وسوريا، ويمنح الدول العربية ثقة أكبر بأن العراق عاد يمتلك قراره. هذه النتيجة لم تأتِ بالصدفة، بل من إدراك عميق لدى الرجلين بأن سياسة التفاهم الداخلي هي الشرط الأول لأي حضور خارجي محترم.في السياسة الإقليمية، كان العراق طويلاً يُرى من خلال عدسة الآخرين، تارة كامتداد لمحور، وتارة كمنطقة نفوذ. اليوم تغيّر المشهد. نيجيرفان بارزاني والسوداني أعادا رسم الصورة. صارا يتحدثان عن العراق بوصفه نقطة التقاء بين الجميع، لا جبهة لأي طرف. حين زار السوداني الرياض وطهران وعمّان، وشرم الشيخ، وحين زار بارزاني أنقرة وأبوظبي وباريس، كان الخطاب واحداً: العراق يريد سلاماً دائماً في جواره، لأن سلام الجوار هو الضمانة الأولى لاستقرار الداخل.هذه الفكرة تحوّلت من شعار دبلوماسي إلى منهج عمل. فالعراق اليوم يقف في المنتصف بين القوى المتصارعة في المنطقة، لا ليوازن بينها فقط، بل ليقدّم نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه العلاقة بين الدول حين تتقدم المصالح على النزاعات. في هذا الإطار، أصبحت أربيل وبغداد معاً منصتين للحوار بين الخصوم، من واشنطن إلى طهران، ومن أنقرة إلى دمشق.التحليل السياسي يُظهر أن إدارة الصراع في العراق تمرّ بمرحلتين متداخلتين: الأولى داخلية، تتعلق بترتيب البيت العراقي، والثانية إقليمية، تتعلق بكيفية تموضع العراق بين محاوره المتنافسة. في المرحلة الأولى، أثبت السوداني وبارزاني أن العمل الهادئ أجدى من المواقف الصاخبة. فقد عالجا الملفات المعقدة عبر التدرج، من الموازنة إلى قانون النفط والغاز، ومن توزيع الإيرادات إلى التنسيق الأمني. هذا النهج حمى الدولة من التصدع، وسمح للمؤسسات بأن تعمل بتوازن. وفي المرحلة الثانية، تبنيا سياسة خارجية متوازنة جعلت العراق طرفاً مقبولاً لدى الجميع.

المشـاهدات 124   تاريخ الإضافـة 02/11/2025   رقم المحتوى 67920
أضف تقييـم