الثلاثاء 2025/1/14 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 17.95 مئويـة
نيوز بار
قصة قصيرة الورقة الأخيرة
قصة قصيرة الورقة الأخيرة
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

 فوز حمزة

 

فتحتُ الباب ، وألقيتُ بنفسي داخل سيارة الأجرة.

 لم تصدر مني غير كلمة واحدة وجهتها للسائق : إلى البحر.

 الجو الخانق ، وضجيج السيارات ، ووجوه الناس القلقة المتعبة ، كل ذلك دعوني لأبحث عن متنفس آخر.

لم أجد أفضل منه ، وهاهو أمامي، كبيرًا عظيمًا .

أيّ راحة تهبط عليَّ عندما أكون قربه ، نسماتٌ عذبة تداعب خصلات شعري كأنها تهمس في أذني ، وصوت أمواجه تحملني لعالم رائع  !.

بينما أنا هكذا فإذا بقدمي ترتطم بحزمة أوراق موضوعة داخل ملف أخضر.

تلفتُ حولي لعليّ أجد أحدًا ، لا أحد !. الفضول دعاني لأفتح الحزمة وأبدأ بقراءة الأوراق.

الورقة الأولى :

اليوم قررتُ أخباره بأني راحلة ، نعم اليوم ، لم أعدْ أطيق صبرًا. مضتْ خمس سنوات، لا  لم تمضِ ، بل سُرقت مني ، الوضع لم يعد يحتمل ، لا يتطلب الأمر مني سوى كلمة واحدة وتنتهي عذاباتي ، نعم اليوم سأخبره.

الورقة الثانية :

لم أستطع مصارحته ، الكلمات ماتت على لساني قبل رؤيتها النور، بقربه أُمسي كالعبد الأسير في حضرة سيده . الخوف يكبلني !. اليوم قررت ، كلمتين فقط : أنا راحلة ، اليوم وليس غدًا.

الورقة الثالثة :

اليوم وصل متاخرًا. الساعة تجاوزتْ منتصف الليل. الوقت غير مناسب لهكذا حديث . سأخبره غدًا وليس اليوم .

الورقة الرابعة :

عندما أقدم له الشاي ، سأخبره كل شيء ، سأقول  له :  لم أعد أطيقك ، لم أشعر بالسعادة يومًا معكَ ، أنت رجل أناني ، لا تحسن الاهتمام بغير نفسك ، لا تعرف معنى الحب ،  إنسان متحجر القلب والمشاعر!.

أين هو؟  لا أجده في البيت. لا بأس ، سأخبره غدًا وليس اليوم.

الورقة الخامسة :

أشعر بالمرض ، لا قدرة ليّ على فعل أيُّ شيء ، لن أكلمه اليوم ، بل غدًا.

الورقة السادسة والستون :

لدينا ضيوف اليوم ، الوقت غير مناسب للحديث ، ليس اليوم ، غدًا ساكلمه.

الورقة التاسعة بعد المائة : 

ذهب اليوم في رحلة صيد مع أصدقائه ، حسنًا ، ساكلمه غدًا ربما وليس اليوم.

مضتْ ساعة ونصف وأنا أقرأ في الأوراق.

بحثتُ عن الورقة الأخيرة .. فلم أجدها !.

المشـاهدات 110   تاريخ الإضافـة 17/11/2024   رقم المحتوى 55891
أضف تقييـم