رسالةٌ متأخرة إلى حامد الحمراني : |
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : حميد المختار
هل وصلتَ إلى برزخكِ سالماً ؟ هل عبرتَ صحراءك الجرداء الموحشة ؟ هذه القبور بلا ربيع فكيف ستنمو عليها الأزهار ؟ مكانك مازال دافئاً في القلوب ومازالت مناديلكَ الورقية تمسح وجوهَ الزائرين في ليالي الخميس المقدسة .. قلت لي أنك لا تستطيع النوم لأنك كنتَ تسمع بكاء إمرأة وأطفالٍ رضّع خلف النافذة .. القبر ينتظركَ في الليل لا تتأخر ! سترى أنّ عائلتك نامت من اليأس والبكاء لا أحد ينتظركَ الآن سوى برزخك الذي فتح لك أبوابه هذه الأرض قبّلت صلاتك فعليك منذ الآن أنْ تتوضأ بماء الدموع وأنتَ تصلي في رواق الشهداء لا تمزح مع الملائكة الغُلاظ يا حامد فأنا أعرف أنكَ تحب المزاح كثيراً واترك لمنكر ونكير فرصة عدَّ ذنوبك فان حدث خطأ في العدِّ ستتعرَّض لضغطة قبر مهولة وجسدك لا يقوى على ذلك .. لا تحدُث صوتاً عالياً أثناء تجوالك فالملائكة الجالسون على كراسي النور لا يُحبون الضوضاء والثرثرة بين الموتى كانوا يقرأون مقالاتك الساخرة ويعدونها جملة جملة وعبارة عبارة ويكتبون ملاحظاتهم على قماشة الكفن كانت كلماتك وهي في أيديهم تُضيء الظلمة وتُحيل الليل نهاراً حولهم حتى صار قبركَ مسجداً ويداكَ صحارى مهجورة فجأة انسكب ضوء من السماء فترك الملائكة كراسيهم والكتب والأوراق وبقيتَ وحدكَ أمام ضوءٍ يتجسد وصهيل خيول تقترب وفارس يمدُّ لكَ يديه [ ما تبحثُ عنهُ يبحثُ عنكَ] أنتَ تعرف صوتهُ، فروحُكَ تنتسب إليه وصمته يذكِّرك بلغة الله هل شممت عطره بأنفك الكبير أنفك الذي شمَّ روائحنا جميعاً لا تخجل يا حامد فأنفك أعلى من سروج جيادهم النائمة أولئك الذين جاءوا من خرائب منافيهم وهم يخفون وجوههم بجيوب مليئة بالحجارة ثم انتفخوا شرفاً وهم يكنزون الذهب والفضة أما أنت فقد كنت تكنز حباً خفياً كمسافر صامت يمضي وحيداً إلى شموس لا تنطفئ انها دورة أزمنة الموت يا حامد فمن أعمار طواها غبار الجنائز إلى أرواح تمرحُ فيها غربان قابيل كنت كطفلٍ ضائعٍ في زبد الأرض ثَمة بحور سرية لا يراها الا أمثالك دع نفسك تغرق فيها وما كلماتك الا حاجة في قلب يعقوب وما ضحكاتُكَ الا سُلّماً وما قلبك الا ملكوتاً وما قبرك الا نجمة طائشة في سماء خفية أنْ تزيل الحجب هو أنْ تُواصل الحياة إلى بدايتها وفي النهاية صرتَ تدنو بلا قدمين إلى قيامتك أما أنا فقد مللتُ الانتظار وسيدنو أجَلي ذاتَ يوم في خريف أو شتاء ملبّدٍ بالهموم ستَبلى شاهِدتي الرُّخامية وتَمحو اسمي رياح النسيان وها أنا أنتظرُ في ظلمتكَ منْ يضع على قبري وردةً في منتصف الليل .. السبت ١٦/١١/٢٠٢٤ |
المشـاهدات 99 تاريخ الإضافـة 03/12/2024 رقم المحتوى 56577 |
من اللغة إلى الدلالة :خالد علي مصطفى ومنهجه النقدي!؟ |
كارثة الظهيرين.. عناد بيريز يقود ريال مدريد إلى المجهول |
السوداني: حجم الاستثمار العربي والأجنبي في العراق وصل إلى 63 مليار دولار العراق وبريطانيا يوقعان مذكرات في مجال البيئة والاقتصاد والامن |
مكافحة المخدرات: تنسيق عالٍ مع قوات الحدود والمنافذ لتفكيك الشبكات الدولية من أحشاء الحيوانات إلى أجساد البشر.. مكافحة المخدرات العراقية تكشف المستور وطرق التصدي |
السوداني يؤكد لبري موقف العراق الداعم لأمن لبنان واستقراره العراق يؤكد وقوفه إلى جانب لبنان من أجل تجاوز ظروف المرحلة الحالية |