النـص : اصبح وجود الشبكة العالمية للمعلومات وما افرزته من برامج اتصالية ومعلوماتية يشكل عصب الحياة ونبضها في مجمل دول العالم اذ دخل الاستخدام في معظم جوانب الحياة الرسمية والشعبية ولمعظم البشر كبارا وصغارا حيث تغلغل في ادق تفاصيل حياتنا وأعمالنا اليومية وعلاقاتنا مع الاخرين سواء في المكان الذي نعيش او مع أشخاص في اماكن وبلدان مختلفة من العالم ازاء هذا الواقع الاتصالي الإلكتروني والاستخدام الواسع والمتنوع الإيجابي منه والسلبي وامام هذا الاهتمام المبالغ به والذي وصل حد الادمان لدى البعض نتساءل ماذا سيحدث لو توقف فجأة هذا المارد المهيمن على عقول ونفوس وأعمال البشر ؟!!
جميع المعطيات تشير إلى حدوت تأثيرات هائلة في جميع جوانب الحياة، سواء على المستوى الفردي والجماعي أو المؤسساتي والحكومي ولعل أبرزها هو الشلل في الاتصالات اذ ستنقطع وسائل التواصل الفوري مثل البريد الإلكتروني، تطبيقات المراسلة، ومواقع التواصل مما سيؤدي إلى عزلة بين الأفراد والشركات والحكومات كذلك توقف الأنظمة المصرفية والمالية حيث ستتأثر البنوك والبورصات بشكل خطير، لا سيما تلك التي تعتمد معظم المعاملات فيها على الإنترنت كما في عمليات الدفع الإلكتروني، وسحب الأموال عبر بطاقات الائتمان، فقد يحدث انهيار اقتصادي مؤقت.كما سيتعطل قطاع الأعمال والتجارة الإلكترونية، وسيتوقف نشاط التسوق عبر الإنترنت وخدمات التوصيل.
كذلك انقطاع الخدمات الحكومية الالكترونية والبنية التحتية والمرافق الأساسية كالماء والكهرباء ، إضافة إلى جباية الضرائب، والخدمات الصحية، والتعليم والبحث ويصبح من الصعوبة الوصول إلى البيانات، كما سيشمل ذلك قطاع النقل والخدمات اللوجستية لأنظمة الطيران والملاحة والنقل والمراقبة و قد يؤدي ذلك إلى إلغاء وتأخير آلاف الرحلات اليومية. كما سيصيب التأثير وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي، مما سيجعل الحصول على المعلومات أكثر صعوبة، وسيعود الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والراديو.
والاهم في كل ذلك هو التأثير الاجتماعي والنفسي اذ سوف يشعر الكثيرون بالعزلة والقلق بسبب فقدان وسائل التواصل الاجتماعي والمراسلة الفورية، خاصة مع اعتماد أعداد كبيرة من الناس على الإنترنت في تفاعلهم الاجتماعي وانجاز مصالحهم اليومية.
ومن المجمل، سيؤدي انقطاع الإنترنت العالمي إلى حالة من الارتباك والفوضى واختلال الامن وهذا كله يكشف مدى اعتماد العالم على هذا الاختراع.
|