منذ أن فتحتُ عيني على هذا الفريق العريق في سبعينيات القرن الماضي بل وحتى الى ما قبل هذا التأريخ لم أَرَ ولم أسمع ولم أقرأ عن فترة مرّت عليه  اسوأ من الفترة التي يمر بها الان ، صحيح انه مرَّ بظروف صعبة او عصيبة في بعض المواسم  لكنها كانت مؤقتة  ومحدودة وقد تكون على مستوى النتائج فقط اذ ينحدر  الفريق لفترة فيهبط مستواه وتذبذب نتائجه الا انه سرعان ماينتفض وينتصر على ظروفه ثم  يعاود طيرانه فيعود الى وضعه الطبيعي فريقاً كبيراً مرعباً تخشاه الخصوم ولا تتمنى مقابلته حتى ان بعض مدربي الفرق الأخرى كانوا يُصرّحون عَلناً بأنهم لا يستطيعون النوم في الايام التي تسبق موعد مبارياتهم مع القوة الجوية ، اما اليوم  فاصبحت  الفرق حتى الضعيفة منها في الدوري تستعجل الوقت لتلتقي بالجوية فتحصل من خلاله على ثلاث نقاط بسهولة لانه اصبح حَملاً وديعاً ( لايعظ ولا يخرمش ) ويخسر بالاربعة والخمسة فاي زمانِ هذا  ، والأمر ليس في هذا الموسم فقط  بل ان الجوية سلّمَ الدوري عن طيب خاطر في الثلاث مواسم الماضية بطريقة غريبة  لكن هذا الموسم بالذات هو الاغرب والأكثر ايلاماً من كل المواسم لأنه لا أمل يبدو على المستوى القريب ولا حلّ يلوح في الأفق والتشاؤم وحدهُ هو سيد المشهد بعد ان ملأ اليأس قلوب جمهوره العاشق المُتيم المعروف بمدى تعلقه بالازرق ، هذا الجمهور المسكين الذي لم يُقصر يوماً في نصرته ودعمه لهذا الكيان تعب الآن من انتظار الفرج الذي لم يأتِ  ، ملَّ من المناشدات والمظاهرات والاستغاثات التي لم تلقَ لحد الآن اذناً صاغيةً ولو  واحدةً ففي الوقت الذي يعيش فيه النادي فترة التخبط الاداري الغير مسبوق والفوضى العارمة  والتهافت على تحقيق المكاسب الذاتية على حساب مصلحة النادي واصبحت اللامركزية واللا انضباط هي السائدة في نادي كان من المفروض ان يكون هو اقرب الاندية للانضباط والمركزية لانه اصلاً فريقاًِ عسكرياً وهو اعرق الفرق العراقية فالمفروض هو اكثرها  قرباً من الاحترافية والمهنية في العمل لكن الواقع الان يقول بأن انقسامات حادة جداً بين اعضاء الهيئة الادارية نتيجة لتضارب المصالح وهناك انقسام اخطر وهو الانقسام الحاصل بين الجمهور فلم يعد الجمهور واحداً موّحداً في حب هذا الفريق بل اصبح لدينا جمهور انتفاعي وهذا البعض لايزال يدافع عن الهيئة الادارية الحالية التي اوصلت الفريق الاكبر الى هذا الحال لأنه مستفيد من وجودها ويتقاضى رواتب منها لقاء تشجيعه للفريق ولذلك فضّل مصلحته الشخصية على مصلحة الكيان ، ومن سنةِ لاخرى تتكرر نفس الاخطاء في مسألة التعاقد مع اللاعبين الذين هم الادوات الرئيسية للوصول الى الاهداف الرئيسية وخاصة في مسالة المحترفين حيث التعاقدات التي فاحت منها رائحة الفساد بشكل ازكم الانوف ، لاعبون لايصح ان يلعبوا بدوري الدرجة الاولى العراقي ياتون بمبالغ طائلة ثم يتم الاستغناء عنهم بصورة غريبة ليكمل الجوية الدوري بدون محترفين و ليُحرم من خدمات لاعبين كان من المفروض ان يكونوا عوناً له وقد تكرر هذا الامر مثل ماقلنا . والمصيبة الادهى والأّمر هو هذا السكوت المُريب للمؤسسة الرسمية التي ينتمي لها هذا النادي التي هي وزارة الدفاع التي هي من اكبر الوزارات العراقية وأهمها حيث لم يصدر منها مايؤشر الى اهتمامها بهذا الموضوع رغم مناشدة الصحافة والاعلام والناس الخيرين واستغاثة الجمهور المغلوب على امره والجميع يعلم ان بيدها الشيء الكثير لتفعله بل ان بيدها القول الفصل ومسالة سكوتها امر مستغرب كذلك لم نصل الى سر سكوت الاولمبية العراقية المسؤولة عن كل الاندية العراقية والتي تدخلت بشكل حاسم في مسألة الزوراء فلماذا تسكت الان ؟ ...لاندري ...ولاندري الى متى سيستمر هذا الوضع المؤلم ولاندري الى اين ذاهب هذا النادي الكبير مع الاسف الشديد .