النـص :
في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، تبرز أهمية تطبيق النظام والقوانين كركيزة أساسية مهمة لاستقرار المجتمعات وتقدمها. فالقانون هو المعيار الذي ينظم حياة الأفراد داخل المجتمع، ويضمن العدالة والمساواة، ويحد من الفوضى والانفلات واللامبالاة .إن المجتمعات التي تسودها القوانين ويتقيد بها الجميع، من مسؤولين ومواطنين، تنعم بالاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ، حيث يشعر الأفراد فيها بأن حقوقهم محفوظة ولا يشعرون بالخوف من اي جهة ، وواجباتهم واضحة، مما يعزز الثقة بين المواطن والدولة ، في المقابل فإن غياب تطبيق القانون يؤدي إلى تفشي الظلم والفساد، ويضعف مؤسسات الدولة، ويهدد الأمن العام وبل وتصبح الحياة اشبه بالغابة ! .ولا يقتصر تطبيق القانون على العقوبات فحسب، بل يتعداه إلى نشر الوعي القانوني بين الناس، وترسيخ ثقافة احترام النظام في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام. فالمجتمع الواعي بقوانينه هو مجتمع يصعب اختراقه بالفوضى أو الاستغلال.كما أن على الجهات الرسمية أن تكون قدوة في احترام القانون وتطبيقه بعدالة، دون تمييز أو تحيّز، لأن العدالة الانتقائية تُضعف مصداقية الدولة وتُشعر المواطن بالغبن والظلم .إن تطبيق النظام والقوانين ليس مجرد إجراء روتيني او شعارات او خطابات رنانة ، بل هو أساس قيام الدول ونهضتها وتطويرها ، بل هو الطريق نحو بناء مجتمع آمن ومزدهر في مختلف المجالات ، ويشعر فيه كل فرد بأنه جزء من منظومة عادلة تحميه وتحترم حقوقه ، أن النظام ليس مجرد قواعد مكتوبة، بل هو ثقافة راسخة تتناقلها الأجيال وتؤمن بها القلوب قبل العقول ، فتطبيق القانون هو صمام أمان المجتمعات، وهو الحَكَم العادل بين الناس، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والعدالة والتقدم. واخيرا اقول ، ان تعزيز سيادة القانون مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الدولة والمواطن والاعلام بكافة عناوينه ومسمياته ، وهي حجر الزاوية لأي مشروع حضاري ناجح يسعى إلى تحقيق التقدم والازدهار.
|