الأربعاء 2025/4/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
نيوز بار
ترامب و نظرة العهد الجديد
ترامب و نظرة العهد الجديد
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منعم الزهيري
النـص :

 

مع عودة ترامب الى موقع الرئاسة في الولايات المتحدة الامريكية أتوقع اننا أمام تأسيس جمهورية أمريكا الجديدة على غرار ما حصل في فرنسا وغيرها . فترامب ليس رئيساً او شخصاً عادياً بل هو استثنائياً . و قد ذكرت ذلك في مقال سابق نشرته عندما فاز ترامب في ولايته الاولى عام 2016 .بدون نقاش كلنا نكرهُ امريكا .و كُلنا نتمنى زوال أمريكا. ولكن التمني شيء و الواقع  شيء اخر، فلا مجال لنظريات الخرافة المثقوبة العتيقة . فتلك النظريات فشلت في الماضي و ما نجح منها كان بمحض الصدفة . و اليوم يأتي البعض ليعود لنا بتلك النظريات ويريد تطبيقها في عصرنا هذا. فلعنة الحرائق والفيضانات والكوارث الطبيعية التي حلت بأمريكا الان يُفسرها البعض بأنها العقاب الالهي و نحن و امتنا الفائزون فقط لا غيرنا . متناسين أن تلك الكوارث نفسها بل الاسوء منها حلت بنا نحن  قبل ان تحل بأمريكا و غيرها و ما زالت تحل بنا الى يومنا هذا . فاذا كان تفسيركم لما يحصل الان في امريكا بأنه العقاب الالهي لشعوذتها . فماذا تفسرون ما يحصل لنا من نفس الكوارث . اذا كان المقياس واحد  فنحن اشد كفراً  و شعوذة  من امريكا نفسها  .فمن العيب التشفي باحتراق بيوت الناس أو موتهم فما نعرفه عن ديننا غير ذلك . فإنسانية الاسلام أنقى و أسمى من التشفي و الشماتة بموت و هلاك الارواح و البيوت و المال . يجب علينا ان نفرق بين الحكام و الساسَة و بين الشعوب نفسها .فالطاغية صدام  فعل من الكوارث بالعالم و خصوصا دول الجوار و بنا ما لم يفعله غيره و لكن هل هذا يعني اننا نحن العراقيين كشعب نستحق الحرق و الموت و الهلاك . بالتأكيد الجواب .. كلا .سبق و ان قلت ان امريكا قوية اكثر مما تتصوره خرُافاتكم و ان امريكا خُلقت ليس لتكون رقما يضاف الى دول العالم . امريكا خلقت لتقود  العالم . بخبثها أو نُبلها . اكثر من 30 % من اموال العالم نقلت الى امريكا و نمت و تضاعفت . و استمرت ببناء نفسها بطريقة يجب علينا أن ندرس و نحلل تلك الطريقة و ان نفهم كيف بُنيت امريكا و عالمها الفريد من نوعه سياسياً و اقتصادياً . الى أن وصل الحال الى ظهور ماسك  و مارك و غيتس و الاخرون في الخفاء ليقودوا العالم بعيداً عن  نظريات الخرافة .حيث شكلت حصة الولايات المتحدة من تدفقات رأس المال الإجمالية العالمية نحو 41 % في الفترة 2023 وهي أعلى حصة من أي دولة أخرى. فاذا كان البعض من الأمريكيين هم خبثاء فنحن لدينا البعض منا جبناء و سراق و هنا يكمن الفرق بيننا و بينهم . و منذ ان اعُلن عن  مبدأ مونرو ( أمريكا للأمريكيين ) في عام 1823و اليوم  يعود ترامب في ولايته الجديدة ليتحدث مجدداً بنفس المبدأ ( امريكا للأمريكيين ) فيا ترى هل امتنا الان تستطيع ان تطبق هذا المبدأ بدل التشفي بكوارث الحرائق و التي سوف نقوم نحن بتعويضها لهم  ( فهو امر مضحك ) . علينا ان نراجع  ما يحل بنا من الكوارث الطبيعية الظاهرية و الغير ظاهرية و الى عيوبنا التي وصلت لدرجة الخجل و عندها سوف نرى اننا خارج  النص .و لو راجعنا أسماء و تاريخ  و سيرة رؤساء امريكا 47 فسنجد  لكل منهم  دور مهم في جعل امريكا دولة عظمى بينما لو راجعنا حكامنا في العصر الحديث لوجدنا العكس و هذا هو الفرق بيننا و بينهم . فنحن شعوب  ما زالت نائمة و تحلم فقط بتاريخها القديم متناسية الحاضر فما زلنا تحت الوسادة نحلم و نحلم بعكس شعوبهم تماماً. فالمبدأ في القانون وهو الاصل ( أن الشعب هو مصدر التغير و هو ايضا مصدر السلطات ) اذاً الشعوب النائمة لا تعرف التغير انما نعلق فشلنا على نظريات الكوارث و الحرائق و التي ارادها الله بالأساس لنا و ليس لأمريكا . لأنه في ذلك الوقت لم يكن لأمريكا اي وجود  .فحتى احتباس المطر عنا هو من أعظم الكوارث التي يعاقبنا الله بها من شر افعالنا.. فعلينا كأمة ان نراجع انفسنا لنعلم حجم الكوارث التي حلَت و تحل بنا قبل غيرنا .ريغان كان ممثلا  فهو أستثناء من الاصل و لكنه اصبح  من أقوى رؤساء أمريكا في العصر الحديث و ساهم  في تفكيك الاتحاد السوفيتي و اليوم ترامب يعود مرة اخرى بنفس السيناريو و اتوقع ان يكون ايضاً رئيساً استثنائياً . فاستعدوا لدفع تكاليف و خسائر الكوارث التي حلت بأمريكا. و لكن يا ترى من يدفع لنا خسائرنا من الكوارث التي تَحل بنا و بسبب افعالنا . فنحن بين النار و النار. فلا النار و لا الماء تستطيع  هلاك امريكا .. فأمريكا اقوى من ذلك . فاذا سلمنا جدلا وفق نظريات العقاب الالهي . فيا ترى لماذا عاقبنا الله بنفس الكوارث قبل ان يعاقب امريكا ( حادثة الطوفان ، و الجراد ، و اعوام القحط ، و الفيضان ، و الزلازل ، و الرياح العاتية ،و خسف الارض والنار و القائمة تطول كما ذكرها كتابنا المقدس القرآن الكريم ). اذا بنظركم ما هو الجواب ؟ فأمريكا عالم عجيب و مخيف . تأسست بشكل فَريد و نَمت بشكل مختلف و تطورت بشكل عجيب.  و تتجدد بشكل غريب .و سيطرت و تسيطر على العالم بشكل مريب .أن بناء امريكا كان مختلفا تماماً عن اي دولة أخرى. لذلك أمريكا هي العالم و العالم هو امريكا . و رغم ذلك كلنا ودون استثناء نتمنى زوال امريكا و هلاكها فلا نملك سوى التمني لأننا ضعفاء بأمتياز ولا نملك  القوة مثلهم . فأمريكا  هي الادمن الذي يُمسك بشفرات العالم كله .

 

المشـاهدات 68   تاريخ الإضافـة 15/04/2025   رقم المحتوى 61653
أضف تقييـم