بغداد ـ الدستور

أقامت جمعية (أنانا) النسوية للفن التشكيلي العراقي في بريطانيا مؤخرا، معرضاً فنياً ضم مشاركة إحدى عشرة من الفنانات التشكيليات العراقيات، عرضن أعمالهن الفنية بحضور عدد من الجالية العراقية والعربية في لندن، ويعد المعرض حدثاً غير مسبوق من نوعه يقام في المهجر.وقالت الفنانة التشكيلية العراقية الدكتورة هناء الأعسم، عضو جمعية (أنانا) للفن التشكيلي، لقد احتفل المجتمع العراقي والعربي الأسبوع الماضي بالفن والإبداع، بمشاركة فنانات عراقيات من بلاد ما بين النهرين مهد الحضارات، فمنّهنّ يروي قصص القوة والهوية، ويمزج الماضي بالحاضر بأساليب جريئة ومؤثرة.وأضافت إن هذا الحدث المميز، يشكل نقطة تحول بارزة في الساحة الفنية البريطانية، إذ جمع مشاركة (١١) فنانة تشكيلية من أصول عراقية، وهذه الفعالية تمثل نافذة لتقدير الإبداع الفني النسائي، حيث تألقت الأعمال الفنية حاملة مشاعر وأحاسيس الفنانات، بلوحات تنبض بعبير الوطن وألوان الفن التجريدي، وصولاً إلى أعمال السيراميك الأخاذة، والحروف العربية المتمايلة برقة، فجسدت جمال وأصالة الخط العربي.وتابعت تميزت الأعمال بعمقها الرومانسي والشاعري، إذ روت قصصاً ذات أبعاد إنسانية وحسية، عكست الإهتمام بالمرأة ودورها الريادي في المجتمع، إلى جانب الأعمال التي تميزت بالطابع الشعبي، وأعمالاً أخرى طغى عليها طابع الرومانسية، بلمسات تعبيرية رمزية جعلتها تجربة فنية فريدة، فكل لوحة ومنحوتة وقطعة فنية، تعد شهادة للإبداع الذي لا يتوقف في قلوب تلك الفنانات، اللآتي حملن بصمة ساهمت بإثراء الحركة التشكيلية، وعكست عوالم معاصرة في طياتها رؤى بصرية جديدة، ومفاهيم فكرية وفلسفية عبرت عن هوياتهن الثقافية.وذكرت الأعسم، اعتبر هذا المعرض من أنجح المعارض الفنية للجالية العراقية في بريطانيا، فقد شهد إقبالاً وحضوراً منقطع النظير، تمثل بالمثقفين وعامة الناس من الجالية العربية، بالإضافة إلى حضور عدد من المفكرين والشخصيات البريطانية، الذين أبدوا إعجابهم بالمستوى الفني للوحات، التي جسدت ملامح الشخصية الفنية العراقية .وأشارت إلى إن هذه الإبداعات ستتمكن من اكتساب مكانة مرموقة في الساحة الفنية، ونحن كتشكيليات نتحمس للمزيد في المستقبل، لإغناء الساحة الفنية بأعمال متميزة وأساليب مختلفة، تتفاعل مع حداثة الفن العالمي، سيما وإن (أنانا) تعمل على توسيع نطاق نشاطاتها عبر تنظيم ندوات ثقافية، بالتعاون مع مؤسسات فنية داخل بريطانيا وخارجها، منها موقع تشكيليات عراقيات ومؤسسة أشنونا الفنية العراقية، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز المشهد الفني العراقي.وثمنت الأعسم دور الفنانة العراقية في تطوير الفن التشكيلي، موضحة على الرغم من التحديات والصعوبات، إلا إن المرأة العراقية تمكنت من التعبير عن معاناتها وآمالها، من خلال أعمالها الفنية التي تمزج بين التراث العراقي والتجارب المعاصرة، مستخدمة الفن كأداة قوية للتغيير الاجتماعي، محققة تميزًا وإبداعاً واضحاً، وأعمالها مثلت التنوع والإبداع، وتحدثت عن قصص التحديات والآمال التي مر بها العراق.وختمت حديثها بالقول: إن اختيارنا لإسم (أنانا) جاء لرمزيته التأريخية في تراث وادي الرافدين، كونه اسم الإله أنانا الذي كان يعبده السومريون، واختياره تأكيداً لرغبة الفنانات العراقيات للتأثير بترك بصمة عميقة ومتميزة، في إنتاج فن رصين يستمد رصانته من عمق التراث الفني لحضارة وادي الرافدين.