السبت 2025/5/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 36.95 مئويـة
نيوز بار
صفحات متنوعة من تاريخ تبنين للكاتب اللبناني " الحاج محمد عطاالله دكروب " عربون صداقة ومحبة للمقيمين والمغتربين .
صفحات متنوعة من تاريخ تبنين للكاتب اللبناني " الحاج محمد عطاالله دكروب " عربون صداقة ومحبة للمقيمين والمغتربين .
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

  

قاسم ماضي – ديترويت

 

قبل الخوض بالكتابة عن هكذا كتابات يجب أن ننوه للقارئ العربي أينما يتواجد هو أيصال صوت المبدعين من الكتاب وغير الكتاب . حتى نسهم بنشر كل شاردة وواردة عن أدب الرحلات أو أدب السير الذاتية عن أشخاص أو مدن .

وهي محاولة لأكتشاف السر الذي دعا اليه هذا الكاتب أو غيره للكتابة والخوض في تفاصيل نحتاجها ونطلع عليها ، ربما يحتاجها الاخر في يوم ما من الأيام .

والكتاب الذي وقع بين يدي يضم بين طياته أسماء كثيرة أدبية ، وسياسية من هذه المدينة وويوزع  مجانا في المساجد وفي بعض المكتبات .

 والكتاب هو من القطع المتوسط ، ويقع في 156صفحة ، ويحتوي على عناوين كثيرة .ومنها خيام التين والعنب ،خيمة أبي سعيد محمد الحاج حسين فواز ، علي بك الأسعد ، المقامة الحاتمية ،من نظم رشيد نخلة في الزجل ، من الماضي المجيد ، قلعة تبنين . وغيرها من العناوين .

وهنا يقول الكاتب " محمد عطاالله " ولا زلت أذكر بعض ما تعلمته من كتاب الشيخ في الثلاثينيات وفي فصل الصيف بالذات أثناء العطلة الصيفية ، حيث كان يجبرني المرحوم والدي أن أتعلم القران في كتاب الشيخ " ص22

وهو بهذا أراد أن يظهر هذه المدينة ومن خلال أهلها التزامهم الديني والتمسك بالقيم والعادات .مرددا شعر أبي العلاء المعري في الامام " علي بن أبي طالب "

يقولون لي قل في علي مدائحا

                                وإن أنا لم أفعل يقولوا معاندُ

وما صنت عنه الشعر من فرط هاجسا

                                         ولست أنا عن مذهب الحق حائدُ

ولكنني عن مذهب الشعر صنت من

                                     عليه بني قرآننا والمساجد ُ ص18

 وهذه البلدة كانت مركز الثقل في المنطقة ابتداءً من الحقبة الزمنية التي أقام فيها آل علي الصغير في قلعتها التاريخية . وذلك من أيام ناصيف النصار مرورا ً بحمد البك المحمود وعلي بك الأسعد إلى آخر من سكن فيها من هذه الأسر الطيبة ومنهم المرحوم " شبيب باشا الأسعد " وولده علي نصرت .

وقد مزجت الغث بالسمين وأضفت حديثا وسردت أحداثاً وقعت غير متناسقة خوفا ً من أن تخونني الذاكرة في ما لو أخرت سردها مستقبلا ، وتضيع هذه الوقائع وتطوى مكتفيا بالحقبة الزمنية .

مضيفاً في هذا الكتاب عن عائلة " بري " وتمسكها بالقيم الدينية قائلاً عنهم " فكلمة شيخ تطلق على السواد الأعظم من آل البري سواء أكان يعتمر العمامة أو لا يعتمرها باستثناء الرئيس بري فاختار الزعامة السياسية على الزعامة الدينية " ص20

والكتاب يأخذك إلى سياحة مذهلة حيث يدخلك في شخوص المدينة ، وكرمها وصفات كل واحد فيها ، مؤكدا على " الخيمة " والعلاقات التي تسودهم يتخلالها الجلسات الشعرية والأدبية .

فنجد مثلا الشيخ " محمد نجيب " الذي كتب بيتين من الشعر.

خليلي إن الشاي طابت كؤوسه

                                 وفي الحي أضحى مجلس الأنس عامرا

هلموا إلينا قد تروا ما يسركم

                              قرى الضيف والشيخ النجيب محاضرا ص20

  ويطلق على هكذا كتب من السيرة الذاتية ، وكشف طبيعة التجربة الذاتية التي تكشف عمق الرؤيا وغرابة المشاهدة ومتعة القراءة .

 أي بما يحيل إليه الفن وخصوصية منظورة عامة ، ولهذا كان الكتاب هو مادة توثيقة لهذه البلدة واطرافها .وهويشيد بهذه البلدة التي أحبها وينقل قصائد من شعراء هذه البلدة حيث كتب " الخوري " يمدح فيها تبنين فيقول .

رعى الله يا تبنين ما غرد القمري

                                  مكاناً به بات الكرام ذوو القدر

هم القوم من أهل الفخار إذا انتموا

                                   سما مجدهم عزأ على الأنجم الزهر ص23

ليس هذا فقط فقد تعرفنا على المرحوم الشيخ " محمد بري " والذي ميز خيمته فزرع دوالي العنب بشكل مستدير ، واسند الأغصان على أعمدة من خشب وشبك بعضها الى بعض .

 مضيفا لما تعرضت هذه البلدة من ظلم وجور وخنوع والانقياد للزعيم الذي كان يقيم في القلعة أو الى الذي كان يقيم في الطيبة .

 وكان الذي لا يظهر الولاء للزعيم يعتبر خارجا عن الدين بنظر الموالين للزعيم ، وهذا ليس بغريب علينا لحد هذه اللحظة يمارسون رجال الدين هذه الظاهرة كي يتسلطوا على رقاب الآخرين  .

 فقد كتبها المؤلف " محمد عطاالله " بأسلوب قصصي ممتع عبر سرد حكاياته ومشاهادته بطريقة رائعة تشد القارئ .

والكاتب راح يتنقل عبر مشاهده ليظهر لنا شخصيات مهمة في هذه البلدة ومنهم الأستاذ " سعيد فواز " وهو الرائد الأول لهذه الانتفاضة .

 ورب قائل إنني أميل بعاطفتي اليه ولكنني لا أتكلم الا بما عرفته وعايشته ، وإنني مستعد أن أناقش بموضوعية كل معترض على ما تقدمت وقد حدثني أنه نادى بالاستقلالية وعدم الولاء للزعماء التقليدين في المنطقة وذاع عنه ذلك .

وعلينا ان نذكر هذه الطبعة الثانية من هذا الكتاب بعد أن كاد تاريخ بلدتي أن يندثر ويصبح من الماضي كباقي قرى وبلدات الجنوب اللبناني .

ولمعرفة الحاج " محمد عطاالله دكروب " وهو الكاتب والشاعر أحب أن يكتب مذكراته من خلال ما يخزنه من ذكريات عاشها في بلدته بحلوها ومرًها ، ذكريات عبقت في ذاكرته وحفرت بها ، على الرغم من تجاوزه السبعين عاما .

المشـاهدات 32   تاريخ الإضافـة 02/05/2025   رقم المحتوى 62416
أضف تقييـم