أبيض

من المهم  أن يقدم المثقف رأيا مخالفا ومختلفا , لأنه حرّ في رأيه ورؤيته , وموضوع الاختلاف في وجهات النظر يجعل أي عمل يأخذ بالتطور طالما هناك رصد للصحيح والخطأ والقوة والضعف , وهذا ما يحصل في الندوات والحلقات النقاشية التي تعقب الأعمال الفنية المختلفة سواء كانت مسرحية أم تلفزيونية أم سينمائية أو حتى في المعارض التشكيلية , وكذلك في المهرجانات والمسابقات ذات الطابع الفني والثقافي , فالحوار يغني , ويطوّر والرأي الآخر المختلف مطلوب لتعزيز أي ظاهرة ثقافية وفنية يراد لها أن ترقى إلى النجاح والاكتمال الفني والموضوعي , وبذلك يصل المبدع مع النقد إلى مبتغاه .

أسود

هناك من الذين نحسبهم جزافا  على حقل النقد الفني والأدبي يحاولون أن يختلقوا الرأي المخالف والوقوف بالضد من الآخرين , وبدون موضوعية أو وجه حق , بل وأن بعضهم لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب كما يقال , لذلك يسبقه اعتراضه ومخالفته حول قيمة الأعمال الفنية والأدبية حتى قبل أن يشاهدها أو يقرأها , وهذا النمط من المتثاقفين وليس المثقفين يحاول دائما أن يعكّر الأجواء ويقود الحوار الثقافي والفني إلى منطقة الجدل والتنازع والنقاش البيزنطي غير المجدي , ليرضي ما بداخله من أمراض أهمها الفشل الابداعي وعدم القدرة على أن يكون طبيعيا ليطرح آراءه التي يقتنع بها , لا أن يختلف ويخالف .