
![]() |
التهديد الروسي لأوكرانيا عشية عيد النصر |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : في التاسع من مايو من كل عام، تحتفل روسيا بما تعتبره أحد أبرز أيامها الوطنية: "عيد النصر" على النازية في الحرب العالمية الثانية. لكن هذا العام، تحل الذكرى الثمانون في ظل تصاعد غير مسبوق في التوترات بين موسكو وكييف، وسط حرب مستمرة تهدد بإشعال المنطقة وربما العالم بأسره. فبينما تستعد روسيا لاستقبال رؤساء دول كبرى في العاصمة موسكو، وعلى رأسهم الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، تلوح في الأفق تهديدات مباشرة وغير مسبوقة تصدر من كييف.
بوتين يعرض هدنة - و زيلينسكي يرفض
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لاحتواء التصعيد وضمان سلامة الاحتفال ورؤساء الدول الحاضرين، عرض هدنة مؤقتة لمدة ثلاثة أيام (8-10 مايو). إلا أن أوكرانيا، عبر تصريحات رسمية نقلتها الرئاسة الأوكرانية على لسان الرئيس فولوديمير زيلينسكي، رفضت هذا المقترح، واعتبرته "مناورة روسية" تهدف إلى التمويه والتقاط الأنفاس الميدانية.زيلينسكي ذهب أبعد من ذلك، حين وجه تحذيراً غير مباشر للرؤساء المشاركين في الاحتفال، قائلاً إن بلاده لا يمكنها ضمان سلامة أي مسؤول أجنبي يختار حضور العرض العسكري في موسكو، معتبراً أن هذا يقع تحت مسؤولية روسيا. هذا التصريح فُسّر من موسكو على أنه "تهديد دولي مباشر"، كما وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، واعتبره نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف تهديداً صريحاً يستوجب الرد.
هل يهاجم زيلينسكي احتفال النصر؟
السؤال الذي يتردد في الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية اليوم هو: هل يمكن لأوكرانيا أن تستهدف العرض العسكري في موسكو؟السيناريو الأبعد، وهو استهداف المنصة الرئيسية أو الشخصيات الحاضرة، يُعتبر انتحاراً سياسياً قد يؤدي إلى إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة، خصوصاً مع وجود زعماء كبار من دول نووية. غير أن السيناريو الأكثر ترجيحاً، هو استهداف رمزي أو عمليات نوعية قبل أو بعد الحدث، أو حتى خلال فترة ما قبل التجمع الرسمي للرؤساء.ولا يخفى أن روسيا تدرك هذا الاحتمال جيداً، وقد أعلنت الطوارئ في بعض المدن، مثل نوفوروسيسك، عقب هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت مدنية، وأسفرت عن إصابات وأضرار واسعة. كما أن أوكرانيا أعلنت للمرة الأولى عن إسقاط طائرة روسية من طراز سوخوي 30 باستخدام زورق مسيّر، في تطور نوعي يُظهر تصاعد التكتيكات الهجومية في الحرب.
ترامب والعقوبات: بُعد آخر في المواجهة
يوازي التصعيد العسكري تصعيد اقتصادي ودبلوماسي تقوده الولايات المتحدة. الرئيس الأميركي ترامب، صعّد من لهجته مجدداً، ومهدداً بفرض رسوم جمركية تصل إلى 500% على أي دولة تستورد الطاقة من روسيا، في خطوة تبدو موجهة لأوروبا وآسيا في آنٍ واحد، وتصب في خانة خنق الاقتصاد الروسي وتقويض مبيعاته من النفط والغاز.الكرملين رد بعنف على هذه التصريحات، واعتبر أن واشنطن باتت ترى أوكرانيا "ملكية خاصة" بعد توقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة في مجالات المعادن والطاقة النووية، ما يعزز من الرواية الروسية بأن الحرب باتت ساحة لتصفية الحسابات الدولية أكثر من كونها صراعاً حدودياً بين دولتين.
أين يقف المجتمع الدولي؟
وسط هذا التصعيد، يبرز التحدي الأكبر للمجتمع الدولي: هل يتم التعاطي مع تحذيرات زيلينسكي على أنها تصريحات في إطار الردع؟ أم تصعيد خطير يمس سلامة زعماء دوليين ويهدد قواعد الاشتباك الدولية؟ وإذا مضى الاحتفال دون حادثة، فهل يعني ذلك أن كييف رضخت للضغوط؟ أم أنها اختارت التوقيت لعمليات أخرى أكثر تأثيراً وأقل رمزية؟وفي المقابل، يبقى موقف موسكو حساساً: فهي لا تريد أن تظهر عاجزة عن حماية قلبها السياسي والعسكري، وفي نفس الوقت، لا تستطيع الانجرار إلى رد فعل قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب خارج أوكرانيا.الاحتفال بـ"عيد النصر" هذا العام لا يحمل فقط رمزية الحرب العالمية الثانية، بل يعكس كذلك صراعًا وجوديًا جديدًا تدور رحاه على حدود روسيا وأوكرانيا، ويمتد بتأثيراته إلى كامل النظام الدولي. أي خطأ في الحسابات أو تجاوز لخطوط حمراء قد يكون شرارة لتصعيد عالمي. الساعات المقبلة ستكون مفصلية، ليس فقط في الحرب الروسية الأوكرانية، بل في رسم ملامح النظام العالمي القادم
|
المشـاهدات 41 تاريخ الإضافـة 08/05/2025 رقم المحتوى 62656 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |