
![]() |
قمة بغداد ..حتى لا يتحول الموقف العربي الى سوق للمزايدات وعقد الصفقات |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
هل تتمكن قمة بغداد الرابعة التي ستعقد بعد ايام قليلة من شل مصادر الخطر في طول بلاد العرب وعرضها وتعطيل ادواته اذا ادركنا لم تتمكن اية قمة من قمم الجامعة العربية التي تاسست عام 1945 من تحقيق ذلك ، علما ان العراق ليس وحده معني بالخطر وبالظلمة ، بل هو يرتبط بمصالح وعلاقات مع جميع الدول العربية والعام في الشرق وفي الغرب ، ومن مصلحة الجميع .. جميع العرب ان يقوم نوع من التنسيق والتعاون من اجل تطويق الخطر ، والعمل سويا على شل مصادره واغلاق منافذه وتعطيل ادواته ووسائله ، وهذا بالضبط لا ياتي الا بالرؤية الثاقبة والتحلي بالمسؤولية الحقة في جميع المشاورات والمواقف العلنية والسرية .. ان الفترة السابقة والحالية الكالحة السواد التي مر بها العرب كانت كفيلة من ترسيم صورة بانورامية للوضع السائد الان وما قد ينتهي من تطورات ساخنة فيما لو بقيت النزاعات قائمة وفق رؤية مصلحية داخل الغرف الزجاجية المحكمة وهي بالتأكيد لم تتمكن اية قمة منذ التأسيس ان تتقدم خطوة في اتجاه المساعدة للخروج من المأزق .. ان الوصول الى الحد الادنى من الخطوات المشتركة لدفع شبح وحصر الخطر والتهديد يشكل ضرورة استراتيجية للقادة العرب من اجل تأمين متطلبات الامن والسلامة ( لشعوب ) طال انتظارها طويلا .. عسى ان يدرك ذلك من هم في المقدمة !!وبصراحة نقول : امام القادة العرب ان يدركوا ان المرحلة الجديدة من العمل يجب ان تتركز على تطوير السياسات والمواقف بشكل ينسجم مع المتغيرات والمستجدات المعاصرة وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني اضافة الى ملفات معقدة اولها الخلافات العربية العربية ناهيك عن الازمات الجديدة والقديمة متمثلة في سوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان والصومال والقائمة تطول .. والسؤال الذي ما زال يبحث عن جواب .. هل ان زعماء القمة سيتمكنون من وضع استراتيجية للعمل العربي باعتباره من الضروريات التي من غيرها لا يمكن تصور قيام نظام امن ؛ كما لا يمكن تصور حلول للقضايا الاساسية وفي مقدمتها الملف الامني والاقتصادي وما نخشاه ان تتحول القمة الى سوق للمزايدات وعقد الصفقات .. ان استيعاب المعطيات التي تحيط بكل قضية من قضايا العرب من شأنها ان يقلل من الصخب السياسي والضجيج الاعلامي وان يصرفنا للبحث عن الحلول المناسبة لتلك القضايا ، لان الصوت الصاخب يضر ولا ينفع ويعيق ولا يقدم .. وغالبا ما تأتي الأجابات على اسئلة ليست من صنع الشعوب وانما اخترعوها لتفشل في الاجابة عليها ومن ثم تدخل في مماحكات ومشاحنات لا حدود لها ولا قرار .. ان الاجواء ما زالت ملبدة بغيوم الخلافات .. اذا عرفنا ان القمة العربية تعني التضامن وحل الخلافات وحشد الامكانات والتعاطي مع الاخطار والتحديات الماثلة والمتوقعة من منظار شمولي وفكر مبدئي يترجم غايته وتفاعلا يتفق مع الاهداف التي جاء من اجلها .. فنحن نعيش في عصر لا يحترم غير الاقوياء ، ولسنا هنا بسرد قصص مريعة لما ارتكبناه بحق انفسنا حتى بلغنا درجة من الضعف لم نعد قادرين على تجاوزها .. لقد كان العرب وهم في حالة ضعفهم اقوياء بايمانهم وبانه لا خرق عن تضامنهم وتعاونهم في مواجهة الخطر .. اما اليوم نجد صورا من العجز يستحيل معها رسم صور مشرقة للعمل المسؤول ما لم نكن قادرين على الخروج من دائرة الضعف والدخول الى حلبة الأقوياء نحاورهم بلغتهم ونلاعبهم وفق المصالح المتبادلة ومع كل ذلك يواصل العراق جمع قادة العرب في قمته الرابعة حرصا منه على لم الشمل اذا استذكرنا استضافته القمم في الاعوام 1978 / 1990 / 2012 ولكن والحقيقة تقال جميع تلك القمم بل ومنذ تأسيس الجامعة العربية كما ذكرت عام 1945 هي في سبات وصمت مخجل مع الاسف امام كل ما يجري من انتهاك للحق العربي واغتصاب حقه .. اذ انها لم تحرك ساكنا او تعالج موقفا ، بل اقتصرت على لقاءات خارج اطار المسؤولية وكأن القادة يعتبرون حضورهم للقمة نزهة رئاسية ليس الا .. لان الهم العربي والجرح العربي ليس من اهتماماتهم لانهم لم يستوعبوا الدرس ولا حتى ابعاد اللعبة وختاما نقول : المسيرة العربية وهي تعاني من الاحباط تعرضت لألغام قاتلة في حركتها سواء الهامشية او المركزية ، وهذه الألغام كانت مع الأسف صناعة عربية عرفنا مكانها لكننا سرنا نحوها .. لم تبتر اطرافنا فقط ، بل ازاحت بعقولنا لتدعنا رأسا بلا فكر وجسدا بلا روح. |
المشـاهدات 30 تاريخ الإضافـة 11/05/2025 رقم المحتوى 62736 |