د.هدى هاشم الربيعي

يُعد المسرح المدرسي من أبرز الأنشطة اللاصفية التي تسهم في صقل شخصية الطالب، وتنمية مهاراته التعبيرية والفكرية. فهو لا يقتصر على الترفيه، بل يتعداه ليكون وسيلة فعالة في التربية والتعليم، وتشكيل القيم، وتنمية روح الفريق والقيادة.

الواقع الحالي للمسرح المدرسي

رغم أهمية المسرح في العملية التربوية، إلا أن حضوره في المدارس يعاني من التهميش والإهمال في كثير من الأحيان. ففي بعض المؤسسات التعليمية، يُنظر إلى المسرح كأمر ثانوي لا يستحق الاهتمام، فيُنفذ بشكل موسمي أو بمجهودات فردية من المعلمين أو الطلاب المهتمين.ضعف الدعم المادي، وغياب الكوادر المتخصصة في التمثيل والإخراج، وضيق الوقت الدراسي، كلها عوامل تعيق تنشيط المسرح المدرسي وتطويره. كما أن المناهج الدراسية لا تدمج الفن المسرحي بشكل كافٍ، مما يقلل من أهميته في نظر الإدارة والمعلمين.

التحديات التي تواجه المسرح المدرسي

1. قلة الموارد والدعم الفني:معظم المدارس تفتقر إلى المسارح المجهزة، أو حتى المساحات المناسبة للعروض، ناهيك عن غياب أدوات الصوت والضوء الأساسية.

2. ضعف الكادر المؤهل:يندر وجود معلمين مختصين في المسرح، وغالبًا ما يتولى مسؤولية المسرح من لا يمتلك الخبرة الكافية، مما يضعف جودة الأعمال المسرحية.

3. نقص الوعي بأهمية المسرح التربوية:الكثير من الإدارات المدرسية لا تدرك الدور العميق للمسرح في بناء شخصية الطالب وتطوير مهاراته الاجتماعية والعقلية.

4. الازدحام الدراسي:الجدول المزدحم بالمواد الأساسية يجعل من الصعب تخصيص وقت كافٍ للأنشطة المسرحية.

آفاق تطوير المسرح المدرسي

لكي يعود المسرح المدرسي إلى مكانته الطبيعية، لا بد من رؤية جديدة تعترف بدوره التربوي والثقافي. من أبرز الحلول المقترحة:إدماج المسرح في المناهج التعليمية كمادة عملية.توفير تدريب للمعلمين على تقنيات المسرح التربوي.تخصيص ميزانيات لأنشطة الفنون والمسرح.إشراك الطلاب في إعداد وتأليف النصوص المسرحية لتعزيز مهاراتهم الإبداعية.بالختام يبقى المسرح المدرسي أداة فعّالة في بناء جيل واثق، معبر، ومبدع. وبين واقع مليء بالتحديات، لا بد من تحريك عجلة التغيير ليأخذ المسرح مكانه الحقيقي في قلب العملية التعليمية، لا في هامشها.