النـص :
تتجه الانظار الدولية والاقليمية صوب الحدث الأبرز في منطقة الشرق الأوسط والمتمثل بانعقاد القمة العربية في بغداد التي يرافقها حراك دبلوماسي واسع وتحضيرات لوجستية وفنية عالية المستوى فاقت التوقعات واثبتت جاهزية العراق لاحتضان هذا الحدث البارز في خضم الصراعات والازمات المتعددة التي تعصف بالمنطقة.وفي قلب الازمات والصراعات يعلق العراقيون والعرب الامال على ما ستطرحه زعامات الدول المشاركة املا بان تفتح هذه القمة الباب لانهاء معاناة الملايين وان تضع اسسا جديدة للاستثمار وإطلاق المشاريع الكبرى داخل العراق الذي يستعيد اليوم دوره المحوري في محيطه العربي والاقليمي.ورغم حجم الملفات الضاغطة والمعقدة التي تحيط بالقمة تظل بغداد متمسكة بأن تكون هذه القمة مساحة للحوار العربي الجاد وتبادل الرؤى وترسم ملامح مرحلة اكثر اتزانا في الشرق الأوسط لا ساحة للنزاعات أو تصفية الحسابات فالخلافات السياسية بين الدول يمكن أن تعالج في اماكن اخرى بينما تبقى هذه القمة فرصة للتلاقي وليس للتنافر.كما ان الاهتمام الدولي بنجاح القمة ليس من باب المجاملة بل نتيجة إدراك عميق بأن بغداد أصبحت نقطة توازن وارض الاستقرار ونجاح هذه القمة مرهون بمدى جدية المواقف العربية تجاه القضايا الساخنة خاصة في فلسطين ولبنان.وفي خطوة لافتة ينتظر أن تشهد القمة حضورا من دول غير عربية مثل تركيا وإيران والامين العام للامم المتحدة وشخصيات سياسية اخرى وهو ما قد يمنحها بعدا إقليميا أوسع ويحولها من مجرد تجمع عربي مغلق إلى منصة للحوار الاشمل بما يعزز جسور التواصل ويكسر العزلة بين المحاور المختلفة في المنطقة.
|