ربما يتذكر من تجاوز عمره العقد السادس  (( حرامية  )) ذلك الزمان ، الذين كانوا لا يتجاوزون على ممتلكات حكومية أو موقوفة  .. ولا يسطون على جوار ولا فقير ولا يزيد عددهم آنذاك عدد أصابع اليدين  .. ولا يغامرون بالسطو على أحد البيوت أو المحال التجارية إلا وهم بأمس الحاجة إلى ما يسد رمقهم ورمق عيالهم وأطفالهم وما يحتاجون إليه من دواء !!

وطالما كانوا يمارسون السرقة متنكرين وحذرين خشية اكتشاف أمرهم وسقوطهم في ( قبضة القانون  ) فيصبحوا منبوذين بين عوائلهم وأقربائهم  وعشائرهم  .. وقد تدفعهم الفضيحة إلى  ( الانتحار ) !!

أما ( حرامية وحواسم  ) ما بعد السقوط والتغيير  ، فهم ( حيتان ) يتجلببون  رداء الزهد والوقار ، ويتفيأون بظلال ( الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان  ) التي لا يفقهون حرفآ من معانيها السامية  !!

ولقد تجاوزت  ( شهية حيتان العهد   الجديد ) حدود المألوف ، فتجاوزت على معظم عقارات الدولة  وتقاسمت مقاعد وعناوين السلطتين التشريعية والتنفيذية  ، وموارد الدولة غير المعلنة  .. وراحت تمتص  ( أثداء  ) البلاد وتحتكر  ( درها ) ..

هؤلاء اللصوص والحيتان الذين دنسوا تصاميم بغداد الأساسية ومعظم مدن العراق ( بمجمعات عشوائية  ) ومشاريع غير رصينة وغير نزيهة  ، وبعقود محرفة ومشبوهة  ، وراحوا يغتالون البنى التحتية  والمعالم الحضارية والتراثية  دونما خشية من رقيب ..

فهل من قرار جرئ وحاسم يضاف إلى قائمة القرارات والإصلاحات التي يتواصل تنفيذها حاليآ  في ضوء توجيهات ومتابعات رئيس الوزراء الميدانية  ، يقضي باجتثاث الفساد والفاسدين  وكافة الأورام والاوبئة الوافدة  ، التي تسللت مع القوات المحتلة منذ سقوط النظام السابق وبدء التغيير ، ولا سيما ( اللصوص ) الذين يتبجحون عبر شاشات التلفاز  ووسائل التوصيل الاجتماعي  والإعلامي بما اكتنزوه من اموال وعقارات وفلل  داخل وخارج العراق وبدون حياء ولا خشية من رادع ..