النـص :
يعاني آلاف العراقيين أمراضاً نفسية وذلك بسبب الحروب والحرمان والخوف من المجهول ومشاهد العنف وعيش المرضى في أحداث ولدت لديهم حالات يرفض الكثير من المرضى الاعتراف بوجودها بحيث أنهم يعزفون عن معالجتها بسبب ثقافة العيب، ولو حققنا في هذا الموضوع لوجدنا ان هذه الأمراض العقلية والنفسية تأتي نتيجة الظروف الصعبة التي مرت على عراقنا الصامد من جميع النواحي من قبل النظام السابق الى ما بعد سقوط النظام حيث عاش العراق حالة من الخوف والتعب لما مرّ بأحداث عاصفة من التوتر الداخلي والضغوط الخارجية التي واجهها. وتـــــرى منظمة أطباء بلا حدود أن عدد العراقيين المتضررين نفسياً جراء الوفيات والاصابات او فقدان الأحبة ومشاهدة أحداث العنهف يزيد اضعافاً مضاعفة عن عدد الضحايا، بمعنى الذين خسروا حياتهم. وفي عام 2006 وجد باحثو ((أطباء بلا حدود)) الذخين قيموا وضع الاطفال والمراهقين في محافظات بغداد والموصل ودجهوك، ان نسبة تتراوح من 14 في المئة الى 36 في المئة منهم أظهرت اعراض ((اضطــــــراب الاجهاد اللاحق للصدمة)). وعليه.. نحن أمام تحد يتمثل بالحد من الاضطرابات والامراض النفسية عبر التقليل من مسبباتها بالحد من وتيرة العنف والصراع الطائفي وإشاعة ثقافة السلام والمحبة بمقابل ثقافة الكره والحقد، كما نمحتاج الى اعادة تأهيل للمرضى واعادة دمجهم بالمجتمع عبر علاج نفسي في اماكن مخصصة من مستشفيات ووحدات ذات شروط تتوافق مع المعايير الدولية وكوادر طبية من اطباء وملاكات متخصصة ومدربة على الرعاية النفسية كما تشكل مسألة الوصمة الاجتماعية حاجز أمام العديد من المرضى والاسر تدفع باتجاه اللجوء الى التعتيم على المرض أو الذهاب الى المشعوذين ومن التوصيات التي نراها ضرورية في هذا المجال الآتي: *توفير كوادر طبية متخصصة في مجال الصحة النفسية وتقديم الاستشارات والرعاية للمرضى والمراجعين.
متابع
|