الإثنين 2025/6/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 37.95 مئويـة
نيوز بار
فضاء الشعر في دلالة العنوان..قراءة في مجموعة الشاعرة زينب التميمي... تحت صواري ديسمبر.
فضاء الشعر في دلالة العنوان..قراءة في مجموعة الشاعرة زينب التميمي... تحت صواري ديسمبر.
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

علي ابراهيم

يشّكل عنوان النص عتبة لاي دارس للأدب ومن ذلك ما يذكره د. محمد لطيف يونس حمادي من معهد الفنون الجميلة ديالى عن العنوان "" هو مفتاح الدلالة الكُليّة التي يستخدمها القارىء الناقد يُضيء به المناطق المعتمة إذ إنّ حريّة الاختيار والتركيب في الصياغة العنوانيّة مفيدة من الناحية الدلاليّة بدلالة النص العامة"" مجلة مداد الأدب العدد /١٢ ص١٤٨

وفي مجموعة.... تحت صواري ديسمبر حيث سأقف عند العنوان ودلالته تنوّعت نصوص الشاعرة زينب عبد الكريم التميمي بكلمة واحدة مفردة في تسعة عشر نصّا/مشاعر، اُمنية، مشهد، حالة، تشظّي، إنفصام، قديما، تسامي، ماهنة، عزلة، مزاد، و إقرار،اجتياح، استراحة، تيه،، تصوّف، رياء/ كلمات نكرة نجهل بقاءها دون تعريف ب ال حتّى يتضّح المعنى الحقيقي لكّل منها، وربما هي مخزونة عند الشاعرة تدعو للذكريات، الأحزان، و الأفراح.. كما هو في نص مشاعر/ص/٧ تقول: هو انا هناك بلا انز عاج /يعانق الكأس والقصيدة/وانا هنا/ حيث يقف المقطع على فعل واحد للحاضر (يعانق) ومن بجملة اسميّة للمشاعر إليه الغائب الذي لا يُزعج؛ وبينما يؤكد المتكلّم حضوره لحياة جديدة بين الحبّ، و الثمالة بنهاية الكأس والقصيدة بانزياحات للافعال/استلمُ، ارقبه، يصحو، اثملُ. /هذا النّص من عنوان نكرة انتهى بجرّ المشاعر إلى حالة من الثمالة وعدم توقّع ما سوف يحصل لاحقا.

وتكرر الشاعرة صيغة الإشارة والمشار إليه في عنوان كاف كافرة المتكونّة من كلمتين واظنّها تريد بكاف جزء

من كلمة كلاّ، وهي تكشف نوازع النفس وصراعها مع القيم المتوارثة، وقد أصابها الخلل في الغربةتستبدل نفسها بأخرى ثانية ص/٧٢./ انا هنا.... وانت من هناك/وكلُّ ما بداخلنا /يضّج بالصراخ/انا هنا أُمررُ من بين /سرادق الظّلام طيفكَ/اواعده سرَّا/وانتَ هناك/تمدُّ بناظريك إلى البعيد/تمرّغ في ثنايا اللّيل/قناديل دربكَ المُتعب/

هنا تجعل الشاعرة صورتين مختلفتين لنوايا النفس بصور بلاغية جميلة استعارة في المقطع الأخير.، ولم تذكر هامشا لفّك بعض مفردات النص الغريبة /ص٧٣، ٧٤/ وتقتل اليكتو ونيغاريا/تنثرها بشواطىء روميل/ تعال نتنسّم مارينا/ وتنهي النّص بضرورة إزالة حرف الكاف ودلالته ليس في التشبيه، ولا التوكيد؛ ولكن كي لا تكون المسافات بعيدة بينهما. /ص٧٥/تعال نزيل الكاف من قواميسنا/فلا انا هنا ولا انت هناك/وفي نص اجتياح/ص٧٦/ تعتمل روح الشوق واللقاء بين الحبيبينِ بكثافة بين التّحري، والنسيان؛ ومرحلة السقوط حيث يخفت الْحبُّ وتنطفىء جذوته في فعل الحاضر /يداعبني، يقتصُّ، يلهج، و يماري، و يخالج، و ينسى، يضرُّ، يُسقط، يفاجيء/ وهذا يدلّ على امتلاك الشاعرة للثروة اللّغوية،والتي مكنتها من عمل خطّ بيياني للالفاظ بمعانيها المختلفة.ونص آخر للعنوان المفرد/رياء /ص١١٠/جمعت فيه الشاعرة ما التقطته الكاميرا من ومضات اقرب إلى الهايكو فيها من الاختزال ،والتكثيف، والمفارقة نهاية كلّ مقطع بضربة فنّية مؤثرة.

سجادة خرقة/تلملم نفاق الاصدقاء/صلاة مبتورة/

محادثات ليلية/تتعرّى اوشاج الكلمات/حجاب مرفوع/

شِعُر صوفي/ينثره صباح الماجنين/تديّنُ مبتور/

انعتاق كُرهٍ/ينبلجُ من لجّة السماح/شهر رمضان/

امّا في العنوان المركّب او الثنائي كذلك تنوّعت عند الشاعرة زينب التميمي. الغايات والنتائج كما في(الخطايا المميتة،وعبث العابدين)كقولها/في خدر المجهول/على شفا رحيل/حُبُّ في الشّتاء/ص١١٢/ والمتكوّن من ثلاث كلمات.والذي سنقف عنده كونه يشمل غلاف المجموعة الشِعريّة.وهو في الومضة تبدأ بالظرف ،والجار والمجرور بجملة اسميّةثابتة في المقطع الاوّل دون فعل حدث لمشاعر خفّت،واصابها جماد ديسمبر،خالية من الحركة.

/تحت صواري ديسمبر/قلوب جامدة/شوارع المدينة/ ومقاطع ثلاثة لفعلين حفظ، واخفى /للماضي ودلالة الحاضر لفعل/ ينتظر/بينهما ،والتي وصفت فيه حُبّا جامدا لا يُلائم الشاعرة من تغيّر المكان بانتظار عودة العُشّاق في الربيع.

/برسائل خرساء/حفظت اسرار العاشقين/مصطبة جامدة/

أزهار الدفلي/تنتظر الربيع بخشوع/ عروس خجلى/

اخفى حَمار خدودها/ثلج ديسمبر/شجرة الكرز/

وهذا المقطع يشير إلى دلالة الحب في الشتاء .وآخر النصوص لعنوان اكثر من ثلاث كلمات في /سرقة في وضح النهار ،الارواح في ديسمبر لا تُشيخ، انفراج مع وقف التنفيذ، رقص على نغمات المطر، وسنقف على نصّ تكررّ فيه اسم ديسمبر /ص٥٤/ حيث تعود الشاعرة لاثبات صورة حُبّ عن شهر ديسمبر رمزا للاعياد المتوزّعة فيه، وتحاول ان تتغلغل بينهم كونها تعيش الغربة فتبعث الارواح فيها عطر ديسمبر وتنفي شيخَوخته. هذا النص فيه من الفرح والبهجة رغم قصر اللّيل فيه، وشدّة البرد تتجدد لوحات ديسمبر بشكل قولها/كفّ مريم/مَلكُ العام/بتكثيف للافعال بدلالة الحاضر الذي عاشته مثل/يكسر ،يتبوأ، ،يقضي ،تستبيح، تبقى، يحمل. ينفجرُ، يتفّجرُ وهذا الفعلان فيهما من دلالة صوت يعقبهما انتباه وترقّب لكن الشاعرة استطاعت ان تجعل الاوّل للخير كالغيث يغسل كل ذنب تقول في ص٥٤.

/فتفرح الارض ويفرح العاشقون/يلّوحُ لهم بكفيّه/يتفجّر من تحتها غيثا/يرويها/وترويهم/

او معنى في الوهلة والعشق الدائم في ديسمبر رغم قِصْره /وبردا يفجّر فيهم شهيّة الاحتضان/في ديسمبر يأتي اللّيل قصيرا/فلا ارق يقضي المضاجع/ ولا دموع تستبح الخدود/

وهذا النٍص فيه من الاستعارة والتي دعت الشاعرة لان تُطيل مؤكدة بهجة الارواح.

ومراجعة عما صدر عن قصيدة النثر نقف عند رأي. د. مالك الواسطي الشاعر والأكاديمي العراقي في إيطاليا، وعنوانه في جريدة الأديب الثقافيّة بغداد /العدد ٢٢٠ /ديسمبر ٢٠١٨"" "لا شعر خارج التفعيلة يقول (الحداثة لا تنحصر كينونتها في مسألة الشكل او الخروج عليه إلى فضاءات جديدة توّلد الأشكال فاللاشكل في التفكير والتصوّر والبناء وحتّى التخيّل هو وهمُ غير قابل للصيرورة.) ومن ذلك أجد إنّ الشاعرة قد تجاوزت مسألة الشكل إلى بناء جملة الشعر بما استوعبت من فضاء الشعر؛ وبما جعلها قادرة على التحّرك في مساره بما استجد

المشـاهدات 259   تاريخ الإضافـة 24/05/2025   رقم المحتوى 63296
أضف تقييـم