
![]() |
مال قصة قصيرة |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
فاضل محمد الربيعي
يلامس شغاف فؤادها بصوته الرجولي الحميم تذوب مع كل همسة تتسرب لاذنيها عبر هاتفه الخلوي تبادله الحكاوي بلهفة وهي تفوح شوقا وحنو , صار ودها ومليك فؤادها . :- يا متعة روحي ليس لي سلوى سواك ولم اهب حواسي الا لك . تجيب حروفه الملتهبة بالحب والهيام انها جاوزت العقد الثالث وبدا هو من يعيد لها احساسها بالانوثة كادت تنساها عبر زمن جحود . :- انت سر عمري وقنديل اشراقته . يجيبها بصوت عذب . :- حبك نوري وولادتي وقلبك الحبيب اوجد كياني , لن اضيع وحبك يضمني , ذابت ملامحي وانا اسمع شدو صوتك الندي . :- اه من اشواقي تتناثر بين جوانحي ايها الغالي . يرد :- تبعثرت حروفي وبقي حرفك لامعا , صار قيدك انسي وسمير وحدتي , كيف الوصول اليك يا عشقي الذي صار وجعا اعشقه . تهمس له :- تهت ببحر اشواقي صارت شراع دربي سنصل بالوصال لتلتقي ارواحنا قريبا يا حبيبي. سكت قليلا , اخفت لهفتها لتعلم جوابه . :- لكني ....... لا املك من حطام الدنيا الا اليسير . اردفت . :- انا وانت واحد, عندي ما يفيض وسيكون لقاؤنا مباركا . لم يرد لبرهة كانت تنتظر الرد بشغف , قال بصوت متقطع . :- كيف اقبل منك ذلك وانت صوت حبي الذي سلبني النطق .اردفت . :- لا يا حبيبي انت متعتي وقليلا مااهجع بليلي, كلامك بلسم روحي يشدني اليك شدا عنيفا وانت سعادتي . لم يجب لبرهة مما زاد من حرقتها نحوه , قال :- لا اسمح لنفسي ان اخذ منك شيء سانتظر لغاية ما احقق حلمي بك .اردفت بسرعة :- كيف وقد يمر زمن لايعوض انا مصرة على ان اشاركك حلمنا القادم . يجيب بهدوء :- اذن نزولا لاصرارك لدي شرط .قالت :- اشرط يا انس عمري .اجاب :- سيكون ذلك دينا علي اسدده لك . : - كيف ونحن واحد ياعمري . :- انا اؤكد ذلك والا فلا . بضحكة مرحة خفيفة اجابت . :- موافقة ولو اني اجزم باننا واحد . وكان اللقاء. جاء بطلة مبهرة جعلها تذوب بوسامته ورجولته الطاغية , جلست وعيناها مشدودة بذلك الوجه الصبوح ذو المقاطع الرائعة .. وبعد تردد باستلام المبلغ وهو غارق ببحر عينيها مسكت يده بقوة مصرة على قبول المبلغ مع لمسة من قلب منشرح , تم الاتفاق على ان يحضر خلال اسبوع لتتم اجراءات الزواج . مرت ايام ولم يتصل ولم تتصل هي ايضا تحسبا لمشاعره يقيت تنتظره بقلق مر الاسبوع ثقيلا وبدأت تروادها الافكار , تاكدت بعدم اتصاله لفترة ليست قليلة , اتصلت بهاتفه فاذا هي محضورة منه ووقع المحسوب وبات الزمن قاسيا تبعثر الحب وماتت الامال ضاقت انفاسها صارت كومة انثى تعشق الخلاص وتنطفيء شموع الحقيقة بوعوده الزائفة كان حبه هذيان زائف وخديعة لئيمة وعاشت التعاسة حد الثمالة وبان هدفه المال وليس حبها . انطلق بالمبلغ الذي نجح في الحصول عليه منها وهو غايته ودخل بتجارة الاراضي تصاعدت امواله بفترة يسيرة وبدا ثعلبه الخبيث ينشط ليستعد لضبربة اكبر هي حلم حياته والتي جند لها جل خداعة امتلا راسه بجحافل الافكار وضجيح الاحلام نحو الصعود القادم كان من المهم ان يظهر بشكل ملفت للنظر حتى يسود بين عمالقة المال وجمع امواله بالعمله الصعبة وتسوق مايحتاج لمظهرة المخطط له مستعدا للجولة الاكبر, اشر لسيارة الاجرة جمع الاكياس وضعها بالمقعد الخلفي وانزلق بالمعقد الامامي وانطلق السائق والشاب يعيش ارهاصاته القادمة كان الزقاق شحيح الضوء غطت العتمة جل جدرانه العتيقة توقف السائق فجاة يحيط بهما مجموعة اشخاص ملثمين يشهرون اسلحتهم امروا الشاب ان يترجل اوقفوه للجدار وفقد وعيه لضربة قوية سقط ارضا , السائق امتلا رعبا ,جمع الاشخاص كل الاكياس واوعزوا للسائق بالانطلاق ففر مرعوبا , بقي الشاب مطروحا على الارض لم يدركه احد للمكان الخالي الموحش , انتبه بعد فترة طويلة لصوت زفة عرس تمر بشارع قريب من الزقاق المطروح فيه لمح العروس بصعوبة فاذا هي التي اسلبها المال اغرورقت عيناه وسحب نفسا عميقا لايخلو من حسرة على غدره وغدر الزمان |
المشـاهدات 91 تاريخ الإضافـة 28/05/2025 رقم المحتوى 63409 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |