السبت 2025/5/31 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 37.95 مئويـة
نيوز بار
في الصميم ويضام هذا لأنه لا يخضع!!
في الصميم ويضام هذا لأنه لا يخضع!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي الزبيدي
النـص :

كنت  لأكثر من ستين عاما   ومازلت متذوقا للشعر العربي  وقرأت دواوين أصحاب المعلقات والفرزدق وجرير والمتنبي وأبي تمام والجواهري وأحمد الصافي النجفي واحمد شوقي وحافظ ابراهيم و الرصافي والزهاوي وغيرهم الكثير  لكني أجدني اليوم مغرما في قصيدة (رسالة الشعر) للدكتور المرحوم الشيخ أحمد الوائلي والتي القاها في مؤتمر الأدباء  العرب في بغداد عام 1965 لأني وجدت فيها كل ما يتطلب  أن يقال اليوم رغم مرور60 عاما على القائها لقد شخص الشيخ الوائلي أزمة الشعر وما يراد منه و حالة العرب وتمزقهم  وأنتقل الى بغداد وكيف كانت على مر العصور وكيف أصبحت في تلك الايام والتي تنعكس  على صورتها اليوم بأبشع ما تكون من التباين الاجتماعي نتيجة الفساد الذي أستشرى في المجتمع فأما  أن يكون الشخص مرفه حتى التخمة وإما يكون مضيعا ويعيش عند خط الفقر  أو دونه وعنوان مقالي لهذا الاسبوع هو عجز لاحد أبيات تلك القصيدة الرائعة وهو  يرسم صورة مأساة الناس في المجتمع المتناقض فيقول (ويصان ذاك لأنه من معشر  ويضام هذا لأنه لا يخضع) ولأننا نعيش اليوم المحاصصة في كل تفاصيلها فأننا اليوم نرى ونسمع من يطلون على الناس من شاشات الفضائيات ليبثوا سموم الفرقة والتناحر الطائفي في محاولة للتحشيد الانتخابي كجزء من مستلزمات بازار الانتخابات المزمع إجراؤها في الحادي عشر من تشرين الثاني المقبل ونحن نعرف إن أحزاب العملية السياسية جميعها قد فشلت وعلى لسان مسؤوليها في بناء نهضة حقيقية لشعب كان لسنوات ما قبل الاحتلال يمثل روح التطور والتقدم العلمي  والثقافي  فالخدمات العامة  لم  ترتقي الى ما يحتاجه العراقيون وما يستحقونه وبغداد العاصمة أصبحت مدينة عشوائية غير صالحة للعيش لأسباب عدة أهمها إنها فقدت هويتها وتحضرها أمام هجمة منظمة جعلت من الفوضى هي العلامة الابرز لها ولبقية محافظات العراق .

 

نعود الى عينية الوائلي رحمه الله والتي أرها تصلح أن تكون معلقة الشعر العربي في القرن العشرين لما تحتويه من صور شعرية رائعة وأفق واسع غني بالافكار المتميزة لشاعر  مقل في قصائده لكنه كان المبدع شعرا وفكرا ووطنية صادقة وأرى من الضروري بمكان أن يسمع هذه القصيدة رجال السياسة في بلدنا المبتلى بالمحاصصة لعل وعسى أن يجدوا في أبياتها ما يعيد الكثيرين لمراجعة الذات وينظروا كيف قصروا في حق الشعب والوطن طيلة الاثنين والعشرين عاما الماضية.

المشـاهدات 125   تاريخ الإضافـة 29/05/2025   رقم المحتوى 63460
أضف تقييـم