الإثنين 2025/6/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 37.95 مئويـة
نيوز بار
تأريخنا وجهلنا !!
تأريخنا وجهلنا !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صادق السامرائي
النـص :

 

 

العيب ليس في تأريخنا , وإنما في جهلنا له , فنحن أجيال أمة مقطوعة عن جوهر تأريخها وينابيع أنوارها , ونتوهم بأننا جذوع نخيل خاوية إجتثت من عروقها.وعلينا أن نعتذر من تأريخنا الذي أهملناها , وتراثنا الذي أهناه , فهل لنا أن نستفيق من غينا وأميتنا الحضارية الفاعلة فينا؟هل لدينا القدرة على مد جسور التواصل الإيجابية والتآخي مع تراثنا المنيف؟الهجمة على التأريخ بدأت منذ القرن التاسع عشر , وهي مبرمجة لعزل الأمة عن جذورها , وقد أبدعت بعض أقلام الأمة في الهجمة , وكذلك بعض المستشرقين الذين حاولوا سلخها من جوهرها ونزع جلدها.واليوم تواجه الأمة حربا ضارية ضد تأريخها , وجهودا حثيثة لتحويله إلى عثرة ومعوق , وذلك بإستخدام الدين كوسيلة لتدميرها, وإقتلاع قيمها ومعاييرها الأخلاقية والسلوكية , ذات المعاني الحضارية الرائدة.وتحقق تجنيد العديد من أدعياء الدين التابعين لأعداء الأمة , لترويض الناس وخداعهم وتضليلهم وسوقهم إلى غايات مناهضة لوجودهم ومسيرة إنطلاقهم المعاصرة , وها هي في ذروة نشاطاتها وتسويقها وتمويلها , وتسليحها للنيل من إرادة أمة يجب أن تكون.هؤلاء المنسوبون إلى الدين , لا يعترفون بوطن وبمواطن وبمواطنة , وإنما ديدنهم الإستحواذ على مصير المواطنين , وترويعهم وتجريدهم من منطلقات الحياة الحرة الكريمة , ورهنهم بالتبعية والخنوع والهوان , والقبول بحياة القطيع الراتع في الضيم والنكد السقيم.والعجيب في الأمر أن الرموز الممثلة للدين تساند سلوكياتها فعلا وتناهضها قولا , وتجرد نفسها من المسؤولية , وتحسب أن ما يتحقق ضد المصلحة العامة , لكنها لا تفعل ما يساهم بتعزيزها , وغاية ما تتفضل به هي الأقوال الوعظية الباهتة للخداع والتضليل , وفي قرارة نفسها راضية عما يحصل في البلاد وما يطال العباد من القهر والإستعباد , لأنها غنمت الدنيا والآخرة , وصار لها جاه وسلطان , وصوت في تقرير مصير الأحوال.فهل من تفاعل إيجابي مع التأريخ , وطرد لأعدائه المتظاهرين بدين؟!!

 

المشـاهدات 118   تاريخ الإضافـة 31/05/2025   رقم المحتوى 63490
أضف تقييـم