** الذي عمق غياب الثقة واشتغل عليها، هي القوى السياسية الفاشلة الأنها وجدت في ذلك من التسويغ الكثير من فشلها ووضعه في اطار الاعذار الجاهزة التي باتت من المسلمات ، بدعوى ان الأوضاع غير المستقرة للبلد اسهمت في هذا الانهيار والتردي، ولابد للقوى السياسية فيها ..فمرة الارهاب وآخرى الشح المالي والازمات الاقتصادية وغيرها من الاسباب التي تسوق لتكون مصداً ورداً جاهزاً لكل من ينتقد.

** الدولة التي تمتلك وجهان أحدهما ظاهر ومعلن ، والآخر خفي وباطن لن تستطيع ان تسير بالاتجاه الصحيح نحو تنمية مستدامة ترتقي بها من حافة الخراب الى قمة الرقي والتطور، لأن تقاطعات كثيرة ستعصف بكل خطوة تتقدم بها فتصبح مثل الذي يقدم خطوة ويتراجع ثلاث خطوات ، لتغدو مقيدة بازدواجية المعايير التي تظهر عكس ما تخفى ، ففي الوقت الذي تدعي محاربتها للفساد نرى أنها تتوافر على تشريعات واليات تجعل منظومة الفساد فاعلة لا تطالها الاجراءات العقابية .

** اصرار البعض على ما ارتكبوه من أخطاء سواء شخصية أو مؤسساتية هو اهانة فاضحة واستخفاف بالثقة التي أوليت لهم للقيام بالمهام الموكلة اليهم ..لذلك نرى ان ثقافة الاستقالة تسود في الدول المتحضرة التي تولي اهمية كبرى للثقة بين المؤسسة والمسؤول .. وهي عنوان عريض للفهم الدقيق لمعنى المسؤولية.. فالمسؤول الذي يستقيل أثر ارتكابه خطأ بشكل مباشر أو غير مباشر، إنما يثبت احترامه واعتزازه للثقة الممنوحة له ، والعكس صحيح.