
![]() |
من مقاهي شارع الرشيد البرازيلية والسويسرية كانتا ملاذ مثقفي الحداثة |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
في وسط شارع الرشيد ببغداد ظهرت في اواسط الاربعينات من القرن الماضي مقهيان بطراز غير مألوف عند اهل بغداد هما المقهى البرازيلية والمقهى السويسرية وكانت واجهتهما الباهرتان تخلبان الالباب حيث الزجاج السميك الفاخر والمناضد الراقية التي صنعت من أعواد الخيزران اضافة الى الكراسي الوثيرة التي استوردت من اوربا خصيصا وماكينات القهوة التي تعمل بالكهرباء وتقدَّم للزبون برائحتها المتميزة ونفحتها المتميزة ,, وقد اختيرتا من قبل النخبة المثقفة مجلسا للفنانين التشكيليين الذين درسوا في معاهد الفن في روما وباريس وبقية مدن القارة الاوربية وكان من جلاّسها الفنان جواد سليم وأخوه نزار سليم وفائق حسن وشاكر حسن آل سعيد ورفعت الجادرجي وقتيبة الشيخ نوري ؛ ويمكننا ان نقول ان المقهى البرازيلية بالذات أزهرت فيها حدائق التجديد سواء بالفن التشكيلي او الشعر او القصّ إذ كانت المنطلق الاول لنشوء الحركة التشكيلية الحديثة في العراق ، ليس هذا فحسب بل كانت ايضا المنطلق الاول لفكرة تأسيس اتحاد الادباء في العراق بعدما التئم شمل ادباء العراق المجددين واصبحوا من روّاد المقهى البرازيلية امثال عبد الوهاب البياتي وكاظم جواد ورشدي العامل ونزار عباس ثم التحق بهم عبد الملك نوري ونجيب المانع وسعدي يوسف وغائب طعمة فرمان وفؤاد ونهادالتكرلي , وفي السنوات اللاحقة انضم جماعة المقهى السويسرية سويس كافيه الى تلك الشّلة الثقافية الفنيّة والتي كان من ابرز روّادها جبرا ابراهيم جبرا الروائيّ والمترجم والشاعر والفنان التشكيلي حين استقرّ في العراق , وتبعه عبد الملك نوري منْظمّاً الى هذا الحشد من المثقفين وأسسوا تجمّعا ثقافيا جديدا غير مألوف في الوسط الثقافي البغدادي قائما على مزج الادب العربي بالأدب الغربي الذي أخذ بالانتشار السريع نظرا لانفتاح بغداد على الثقافات الاجنبية وانتشار الكتب المترجمة على نطاق واسع بفضل مكتبة ماكينزي ومكتبة الكورونيت ودور النشر والطباعة التي وفدت الينا من بيروت ولندن وباريس والعديد من عواصم العالم , في النهاية , عند شارع الخيام وبالقرب من السينما كان هناك محلا يحمل اسم موزارت لبيع الأسطوانات العالمية , يقول الراحل الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا كان موزارت وبتهوفن وهايدن وتشايكوفسكي يشنف اسماعنا في المقهى السويسري ,, تحية للكبير فائق حسن الذي صمم هذا البوستر لمناسبة موزارت في العراق عام 1956 . جزء من المادة عن ايلاف لللاستاذ جواد غلوم , شكرا له .
مقداد عبد الرضا |
المشـاهدات 39 تاريخ الإضافـة 14/06/2025 رقم المحتوى 63876 |