رومانيا ـ «سينماتوغراف»

خطفت قصة مؤثرة عن البقاء والنزوح الأضواء في الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان ترانسيلفانيا السينمائي الدولي في رومانيا، حيث حصد فيلم "إلى أرض مجهولة" (المملكة المتحدة) جائزة ترانسيلفانيا المرموقة.

وقُدّمت الجائزة، وقدرها 10,000 يورو، خلال حفل ختام المهرجان في المسرح الوطني في كلوج نابوكا.

يتناول الفيلم، من إخراج مهدي فليفل، لاجئين فلسطينيين يعيشان حياةً هامشيةً في أثينا، حيث يواجهان حيلًا تافهة ويتمسكان بأمل الوصول إلى ألمانيا. يغرق أحدهما في التلاعب والاستغلال، راسمًا صورةً قاتمةً لليأس في المنفى.

وفي رسالة فيديو عُرضت خلال الحفل، تأمّل فليفل في عملية إنتاج الفيلم الصعبة: "كان الأمر يتعلق بالبقاء أكثر منه بسرد القصص. لقد كافحنا لما يقرب من عشر سنوات لتحقيقه". كما دعا إلى السلام في فلسطين، قائلاً: "المشكلة في فلسطين ليست الفلسطينيين، بل الاحتلال - وهذا يجب أن ينتهي".

وسلطت جوائز مرموقة أخرى الضوء على قصص الهوية والمنفى والذاكرة التاريخية.

حصل المخرج الألماني نواز ديشي على جائزة أفضل إخراج، بقيمة 3500 يورو، مقدمة من المعهد الثقافي الروماني، عن فيلم "Xoftex"، وهو فيلم آخر يركز على تجربة اللاجئين.

أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة (1500 يورو)، المدعومة أيضًا من المعهد الثقافي الروماني، فقد ذهبت إلى فيلم "Debut" (أو، أشياء من حقل الحطام كما هي مُصنفة حاليًا) للمخرج الأمريكي جوليان كاسترونوفو، وهو فيلم روائي طويل يستكشف ميل الإنسان إلى الاختلاق والأساطير.

وحصل فيلم الدراما الكورسيكي "The Kingdom" الذي يتناول مرحلة البلوغ على جائزة أفضل أداء (1000 يورو)، مقدمة من مختبر Conceptual Lab للمخرج ثيو نيسيم. من إخراج جوليان كولونا، يُجسّد الفيلم بينيديتي بدور مراهقة تواجه إرث عائلتها المافيا العنيف في كورسيكا في تسعينيات القرن الماضي.

وكانت السينما الرومانية أيضًا محط الأنظار. ففي مسابقة "أيام رومانية"، فاز فيلم "العام الجديد الذي لم يأتِ أبدًا"، وهو فيلم كوميدي تراجيدي من إخراج بوغدان موريشانو، تدور أحداثه خلال ثورة 1989، بجائزة أفضل فيلم روائي طويل (2000 يورو من DACIN SARA) وحصل على 10000 يورو إضافية لخدمات ما بعد الإنتاج من CINELAB Romania. أما جائزة "أيام رومانية" الأولى (1500 يورو، مقدمة من بنكا ترانسيلفانيا) فقد ذهبت إلى فيلم "مستقبل مشرق" للمخرجة أندرا ماكماسترز، وهو فيلم وثائقي يتناول مهرجانًا للشباب في كوريا الشمالية عام 1989.

وفاز الفيلم الإسباني "صم"، للمخرجة إيفا ليبرتاد غارسيا لوبيز، بجائزة الجمهور وقيمتها 2000 يورو المقدمة من ماستركارد، بينما حاز فيلم "العام الجديد الذي لم يأتِ" أيضًا على لقب الفيلم الروماني الأكثر شعبية في المهرجان. كما مُنحت جائزة "فودافون هارتس"، وقيمتها 2500 يورو، خلال الحفل.

وفي ختام الحفل، ألقى المخرج المجري بيلا تار، الحائز على جائزة الإنجاز مدى الحياة لهذا العام، كلمة مؤثرة قال فيها: "نصنع أفلامًا للناس، وللأقل حظًا، ولمن يحتاجون إلى قصة تُروى. لأننا جميعًا في النهاية، هذا ما نحن عليه: بشر