الإثنين 2025/6/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
نيوز بار
قصيدة جديدة للشاعر الكبير مجبل المالكي
قصيدة جديدة للشاعر الكبير مجبل المالكي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

مشاهد من أعماق غزة

                                           (1)

ما أعتى هذا القصفَ الهمجيَّ

بأعماقكِ ياغزةُ !

أطفالٌ تتطايرُ في كفّ الريحِ ،

وأطفالٌ تهبطُ تحت لهيب الأنقاضْ .

                                           (2)

في هذي الأرضِ المنقوعةِ بالحربِ ،

وزفّاتِ حشودِ الشهداءِ الجبارينَ

تظلّ صدورُ الفرسانِ متاريسَ ،

وأحضانُ نساءِ فلسطينَ هي المأوى .

لا ظلّ ديارٍ تصطافُ به الروحُ ،

ولا عاصمَ إلا  اللهُ ،

ولا منَّ ولا سلوى !!

                                            (3)

تلك الأمّ المخنوقةُ بالحزنِ الأبديّ

تضمّ رفاتَ بنيها بين الأحضانِ ،

وظلّ الصدر المذبوحْ .

هذي الأم ربابةُ جرحٍ

تبقى ينزفُ

حتى آخر قطرةٍ دمٍ في القلبِ ،

وآخرِ نبضٍ في الروح .

                                              ( 4) 

لم يسلمْ من هولِ رحاها

حتى هذي الطفلة ُ

ما بين خرابِ ديار الأهلِ

تظلّ تدورُ .. تدورُ  ،

وتصرخُ :

ياربَ أغثنا يا ربُّ

ولا تدري أين ستمضي

لا أهلَ هناك ،

ولا طعمَ حياةٍ

أو طوقَ نجاة .

أشلاءٌ تملأ كلّ الطرقات ،

وقافلةٌ لا حدّ لها

من أولاءِ الشهداءِ الأحياءِ - الأموات !!

                                            (5)

خلفَ العرباتِ المشحونةِ بالشهداءِ

الممهورينَ لكلّ تراب فلسطينْ .

تمضي نازفةَ العينينِ ،

وتلعنُ هذا العصرَ الغارقَ بالصمتِ ،

وموتِ ضمائرِ قادةِ هذا الوطنِ

المدفونِ بجوف التنينْ !!

                                             (6)

مثلَ فراشةِ حقلٍ وادعةٍ

أدمى جبهتَها القصفُ الكافرُ ،

واندفنتْ تحت سخامِ الأطلالْ

ظلتْ تلك الطفلةُ تصرخُ :

     يا أماهُ ،

     ويا أماه !

حتى انفلقتْ شمسُ الرحمةِ ،

وارتدّ النورُ لعينيها الحالمتينِ ،

وعانقها الله . !!

                                             (7)

 لا ماءَ ،

ولا زادَ ،

ولا صفوَ مداراتٍ

يزدانُ بها العيشُ ،

ولا دفءَ أمانٍ ،

أو نافذة للضوء

تكحلّ مرأى أعين كلَ المشتولين                                  

هنا في اصقاع فلسطينْ

 غادرنا المسروجون بفيض دمانا ،

والمزروعون بأصلاب حنايانا

في ظلّ تخوم الأرضِ العربيةِ

 لكنا لا ُنرضخُ

أو نستسلمُ

رغم قساوةِ هذا الزمنِ العاقِ ،

ولعنةِ هذي المأساة الكبرى

نبقى في كلِّ مخاضات مجامرها

اللهبَ القاصمَ ظهرَ جحافلها

والزحفَ المورقَ بين حشودِ العشاقِ العذريينْ.

                                           (8)

ستةُ أبناء

غاصوا في استبرقِ هذي الأرضِ

المخضوبةِ بالموتِ وحنّاء الشهداءْ .

ستةُ أبناءٍ

ما أعظمها هذي الأم الغزّاوية  !

وهي ترددُ :

حمداً للهِ

ما أحلاكم يا أقمارَ حياتي

يا أشذاءَ دماي َ ،

ويا كوثرَ ماء العينينِ ،

وشهدَ الفردوسِ الأعلى ،

يا كلّ جناي وهذا الألقَ الوارفَ

في غاب لظايَ ،

وشمسِ رؤاي ،

ما أبهاكم يا مجدَ ثرانا القدسيِّ

وبيرقَ قلعتنا الشمّاءْ .

حمداً لله وربّي فزتُ بكم

والله هو الشاهدُ في بلوايَ ،

وهذا الصوتُ المبحوحُ بملءِ فمي

يصدحُ

لا حولَ ولا  قوة َ إلاّ بالله .

                                            (9)

هذا شلالُ دمِ الأطفالِ المسكوبِ

هنا

في غزةَ ، أو بيروتَ ، وحاراتِ دمشقَ

محالٌ أنْ يُنسى أو يمكن أن يتخيلَ

هولَ بشاعته انسانْ .

هذا النزفُ سجّلُ صمودِ الأبطالِ ،

وتاريخُ شموخِ المنذورين َ

لعشقَ ترابِ الوطنِ الجبّار.

هذا النزفُ شهادةُ عصرٍ

يكتبُ قصةَ هذا الطوقِ الصهيونيّ المحمومِ

وعهد خيانات المربوعين َ

على كل عروشِ البغيّ ،

وشذاذِ الآفاقِ وأزلام العار .

                                             (10)

طوال العصورْ .

ورأسي الممزّقُ بين الحرابْ  .

تخافونَ أنْ تبصروه 

لأنّ الشعاعَ الذي يحتمي فيهِ

يخطفُ أبصارَكهم

والدمَ الذي يعتلي هامتي

سوف يغتالُكم

فاقبضوا جمرةَ الندم المرِّ ،

وارتشفوا ما يقيءُ اللظى في جحيم العذابٍ

فأنا فيلقي مورقٌ في ندى صحوةِ الطهرِ

يصطافُ في روضةِ الأبدِ الخالدةْ .

وما ظلّ من نسلِ أوغادكم

سوف تكنسهُ الريحُ

كالأمم البائدةْ .

المشـاهدات 23   تاريخ الإضافـة 29/06/2025   رقم المحتوى 64354
أضف تقييـم