علي سلمان غالي

اللونين الابيض والازرق وجدا نفسيهما مضطرَين للتقهقر والاقتناع بالأضواء الخافتة بعد احتلال  اللون الأخضر  لكامل مساحة الضوء الباذخ حيث فريق الشرطة الحامل والمتوشح بهذا اللون يفعل مالم يفعله الآخرون عبر سِفر الدوري العراقي اذ توج هذا الموسم باللقب الرابع على التوالي الأمر الذي لم يصل اليه من قبل لا الزوراء ولا الجوية ولا الطلبة ولا أي فريق آخر في العراق وهذا الأمر يجب ان نقف عنده كثيراً ليس من اجل انصاف هذا النادي حسب ( ولو انه يستحق ذلك ) لكن من باب الأشارة الى الآخرين ودعوتهم ليضعوا ما حققه هذا النادي تحت مجهر التحليل الدقيق والمستفيض في انديتهم للوصول الى فهم منطقي محايد لأسباب ذلك من ثَم الانتفاع منه لتصيح مساراتهم واستثمار امكانياتهم بالطريقة التي استثمر بها نادي الشرطة امكانياته فالشرطة ليس نادياً اوربياً لكي نتحجج بان ظروفه مختلفة عن الاندية العراقية  الاخرى  بل هو نادي عراقي يعاني ماتعانيه اغلب الاندية العراقية وموارده المالية هي نفسها الموارد المالية لكثير من الاندية العراقية وربما هناك من هو اكبر ميزانية من نادي الشرطة ولكن هذا  النادي  يختلف بشيء واحد رئيسي برأيي وهو الهيئة الادارية التي اراها منذ اربعة مواسم مستقرة وموحدة ومنسجمة ولم تتعرض للهزات العرضية والطولية التي تعرضت لها الاندية الاخرى دلالة على تجذرها الراسخ  في ارضية العمل المهني والاكاديمي وابتعادها عن العمل العشوائي والتصرف بردات الفعل ولذلك استطاعت التحكم الايجابي بكل ادواتها المؤدية الى النجاح من لاعبين وكادر فني واداري وطبي واعلامي وصولاً الى علاقتها بالجمهور الذي ظل عاملاً ايجابياً ولم بشكل ضغطاً عكسياً على الفريق كما كان جمهور بعض الفرق الاخرى ، انا لا أدعي هنا بان هذا النادي هو ضرب من الخيال في الانضباط والمهنية وانه لا مشاكل فيه البتة ، كلا ...فهناك مشاكل بالتأكيد في كل هذه المفاصل ولكن المُختلف هنا هو وجود مَن له القدرة على حلهّا وتذويبها واستعادة الاجواء التي تساعد على العمل الصحيح ومن ثم الانجاز.

ادارة الشرطة تفردت منذ مواسم عدة  في عملية البحث الجاد والحقيقي والمهني في مسألة اختيار الربان المناسب لهذه السفينة الكبيرة وجعلت هذا الموضوع اول اهتماماتها ايماناً منها بأهمية هذا الموضوع القصوى فلا فائدة من ان تكون لديك ادوات ممتازة وليس لديك من يستطيع ادارة هذه الادوات وتحريكها بالاتجاهات التي تؤدي الى النتائج المبتغاة . ولذلك قد تكون هي الوحيدة الأي تعاقدت مع هذا العدد من المدربين العرب والاجانب في المواسم الاخيرة من (  محمد يوسف ،محمد عبد العظيم ، هيثم شبول ، شهاب الليلي ، مؤمن سليمان الى الاجانب ومنهم الكسندر اليتش، نيتشا ، باكيتا ، سانتوس وغيرههم   ،  ثم ان هذه الادارة احسنت وبشكل كبير التعامل مع ملف المحترفين وقد يكون محترفوا الشرطة في هذه المواسم هم الانفع لفريقهم من محترفي الفرق الاخرى من المواس الذي يلعب بروحية ( مفوض ) بالشرطة حيث تراه يشعر بكامل الانتماء لهذا الكيان الى عبد المجيد ابو بكر الى فهد اليوسف الى ادريسا الى لوكاس سانتوس وغيرهم ، وهنا اعتذر ربما نسيت اسماً من الاسماء المهمة بالنسبة للمدربين واللاعبين ولكن هذه الاسماء للمثال وليس للحصر ، اعلامياً هناك منظومة اعلامية نشطة في هذا النادي لم تألوا جهداً في ان تُبرّز كل صغيرة وكبيرة  لتعطيها حقها من الاضواء وقد احسنت التعامل مع المناسبات واظهارها بالشكل المحترف .الف مبارك لفريق الشرطة هذا الانجاز الكبير والمتفرد والف مبارك لجمهوره رغم عتبي عليهم وهم يعرفون لماذا ..