الإثنين 2025/6/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 41.95 مئويـة
نيوز بار
الشرق الأوسط على صفيح ساخن: تداعيات الضربة الأمريكية على إيران وانعكاساتها على العراق والمنطقة
الشرق الأوسط على صفيح ساخن: تداعيات الضربة الأمريكية على إيران وانعكاساتها على العراق والمنطقة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد حسن الساعدي
النـص :

 

 

 

في خطوة عسكرية مفاجئة، وجّهت الولايات المتحدة ضربة مباشرة إلى أهداف إيرانية داخل الأراضي الإيرانية، مُعلنة بداية مرحلة جديدة من التصعيد في الشرق الأوسط. هذه الضربة، التي وصفتها واشنطن بأنها “ضرورية لحماية الأمن القومي وردع التهديدات الإيرانية”، جاءت في ظل توترات متراكمة وسيناريوهات مواجهة كانت تتراكم منذ سنوات، لكن الضربة هذه المرة كسرت قواعد الاشتباك وأشعلت فتيل أزمة إقليمية كبرى قد تتصاعد بأي لحظة معلنة بدأ المواجهة المنتظرة بعد سنوات من الحرب الباردة ضد الجمهورية الاسلامية.العراق، بحكم موقعه الجغرافي وعمق علاقاته بكل من إيران وأمريكا، وجد نفسه مجدداً ساحة لصراع الإرادات والنفوذ،فالمعسكرات والقواعد الأمريكية تعرضت لهجمات انتقامية من فصائل مسلحة مرتبطة بمحور المقاومة، ما زاد الضغط على الحكومة العراقية التي تحاول التوازن بين الحفاظ على السيادة وتجنب الانجرار إلى حرب ليست طرفاً مباشراً فيها، كما أن الشارع العراقي بدوره انقسم بين من يرى أن الرد الإيراني “حق مشروع”، وبين من يخشى أن يدفع الشعب العراقي ثمن حرب لا ناقة له فيها ولا جمل،كما عاد الحديث مجدداً عن ضرورة إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وهو مطلب يهدد بزعزعة العلاقات بين بغداد وواشنطن ويزيد من تعقيد المشهد السياسي الداخلي.هناك تداعيات إقليمية لهذه الاحداث في المنطقة،والتي منها اشتعال الجبهات في لبنان وسوريا ،فحزب الله رفع درجة الاستعداد إلى أقصاها، وقد تكون الجبهة اللبنانية ساحة ردّ محتمل ضد إسرائيل، إذا تصاعدت المواجهة مع طهران، وكذلك الجبهة اليمنية فجماعة أنصار الله (الحوثيون) كثّفوا من هجماتهم على السعودية والإمارات، ما يُنذر بإعادة إشعال الجبهة الجنوبية من الخليج ، ناهيك عن الخليج العربي الذي ينذر بالاشتعال هو الآخر فالقواعد الأمريكية في قطر والبحرين والكويت دخلت في حالة إنذار قصوى، تحسباً لضربات إيرانية مباشرة أو غير مباشرة عبر الأذرع العسكرية المنتشرة في المنطقة.الموقف الدولي هو الآخر ذاهب نحو التصعيد (صراع الكبار) على خلفية مشتعلة روسيا والصين فقد أعلنتا رفضهما للضربة الأمريكية، واعتبرتا ما حدث تهديداً للاستقرار العالمي، كما بدأتا بتحركات دبلوماسية لتجنيب المنطقة حرباً واسعة، في وقت قد تحاولان فيه استثمار الموقف لتعزيز نفوذهما في الشرق الأوسط، في حين دعا الاتحاد الأوروبي إلى “ضبط النفس”، محذراً من أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى موجات هجرة جديدة وأزمات اقتصادية، خاصة أن أوروبا لا تزال تعاني من تداعيات الحرب في أوكرانيا.العامل الآخر المتأثر بالازمة هو الاقتصاد والنفط فالأسواق النفطية العالمية تحت الضغط، ومضيق هرمز، الذي تمر عبره أكثر من 20% من تجارة النفط العالمية، بات مهدداً بالإغلاق أو التقييد، ما دفع أسعار النفط للارتفاع الحاد، وسط تحذيرات من أزمة طاقة قد تُصيب الأسواق العالمية، وتعيد شبح الركود الاقتصادي، ما يعني أن هذا التأثير الاقتصادي يشكّل ضغطاً على الحكومات في الشرق الأوسط التي تعاني أصلاً من مشاكل اقتصادية ومالية خانقة، وعلى رأسها العراق ولبنان.أن من أهم السيناريوهات المفتوحة والتي تجعل المنطقة في قلق دائم هو ما بعد الضربة الأمريكية لإيران،لن يكون كما قبلها ،فميزان القوى في الشرق الأوسط يتغير، والتحالفات تُعاد صياغتها، والملفات المؤجلة بدأت بالانفجار، وأصبح العراق أحد أكبر المتضررين إذا استمرت المواجهة، وقد يجد نفسه أمام خيارات صعبة بين الحفاظ على الاستقرار أو التورط في حرب إقليمية لا يعرف أحد كيف ومتى ستنتهي.ويبقى السؤال المطروح :هل تتدخل القوى الدولية لفرملة التصعيد؟ أم أن المنطقة تتجه فعلاً نحو حرب كبرى تُعيد رسم خارطتها من جديد؟هذا ما تحدده المحطات القادمة من المواجهة ....

 

المشـاهدات 55   تاريخ الإضافـة 30/06/2025   رقم المحتوى 64397
أضف تقييـم