الإثنين 2025/8/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
نيوز بار
الكهرباء والسياسة !
الكهرباء والسياسة !
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. عباس الغالبي
النـص :

منذ عام 2003 ولحد اللحظة لم تستطع الحكومات المتعاقبة كلها أن تصل الى حلول لمعضلة الكهرباء في العراق ولكأن الامر من الغيبيات في العلم بحلوله ، وأضحى الامر من المستعصيات على نحو يثير الغرابة والتساؤلات حيث أنفقت مليارات الدولارات خلال عشرين عاما خلت ولم نصل الى نصف الحاجة الفعلية من الطاقة الكهربائية ، وصدعت رؤوسنا من الوعود الفارغة وغدا الناطق الرسمي بأسم وزارة الكهرباء العراقية ملك التبريرات الاول بلا منازع في العالم وليس في العراق وحسب .

 

وحين نأتي كمراقبين للمشهد العراقي لمناقشة حيثيات هذا الخلل البنيوي في ادارة وانتاج الطاقة نرى ان الامر لايتعلق بالتخصيصات المالية لانشاء محطات توليد جديدة والصيانة ونقص الوقود والجوانب الفنية الاخرى ، بل الامر يتعلق بسوء التخطيط والادارة لهذا الملف الحيوي على مستوى الطاقة بشقيها الكهرباء والوقود ، فالعراق يمتلك القدرة الفائقة على توفير الغاز كوقود لمحطات توليد الكهرباء بدلا من حرقه وعدم استثماره فلو شرعت الحكومات المتعاقبة مبكرا بمشاريع انتاج الغاز لما كنا اليوم تحت رحمة الغاز الاجنبي وعقبات الحصول عليه الذي استنزف ويستنزف الموازنات المالية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لو كانت الحكومات المتعاقبة قد اختارت نوعيات المحطات التي تعتمد على مايسمى بالوقود الثقيل ريثما انجاز مشاريع توفير الغاز ، وايضا لو عمدت على الشروع بشكل متوازٍ على صيانة وانشاء شبكات توزيع رصينة ، والأهم من كل هذا وذاك لو عملت الحكومات السابقة وبشكل جاد على لجم جماح الفساد المالي والاداري الذي ضرب اطناب ملف الطاقة بشقيها الكهرباء والنفط والغاز لما كنا اليوم نتظلى من حرارة الصيف ونعيش في عصور سالفة بلا كهرباء وماء وهي أبسط مسنلزمات العيش الكريم واضحى السبب الرئيسي لذلك هو الطبقة السياسية الحاكمة بعد عام 2003، ومن هنا يمكننا القول ان سبب نقص الطاقة الكهربائية الاول هو ليس فنيا بقدر ماهو سياسي فلو كانت الارادة السياسية جادة لعملت على إنهاء هذا الملف ولانبقى سنويا تحت طائلة التصريحات والوعود الفارغة التي تتكرر في كل عام من دون جدوى ومن دون أمل على قدرة الطبقة السياسية التي تتصدر الحكم على إيجاد الحلول الناجعة لملف الطاقة ، فليس من المعقول وبعد مرور اكثر من عشرين عاما وفي ظل موازنات فلكية لم تصل الحكومات المتعاقبة الى نصف الحل وهل يحصل هذا في حكومات الكوكب الارضي الاخرى الامر الذي يثير الغرابة والدهشة والقناعة ان الامر سياسي قبل أن يكون فنيا في ظل معاناة حقيقية للشعب العراقي في عدم قدرة الحكومات كلها على توفير احد اهم مرتكزات العيش الكريم .

المشـاهدات 207   تاريخ الإضافـة 20/07/2025   رقم المحتوى 64899
أضف تقييـم