
![]() |
تقاسيم على الهامش |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
(( مجلّة الموانئ ..تأريخُ إبداعٍ وعطاء ..!! ))
عاملُ الميناء الطيّب أبي ، فتح عينَيَّ على نوافذ مشرعةٍ للضوء ، منحتني شعاع وعيٍ وفيض محبّة ، وشحنات عطاء مستمر للوطن والناس !! من هذه النوافذ جاءتني نسائم الميناء عبر مطبوعته الأولى ــ مجلّة الموانئ ــ !! إذ ما كدتُ أفتح عينيَّ على القراءة والكتابة ويتلبّسني هاجس القراءة والبحث عن كل ما هو جديد حتى وجدتُ أعداداً منها في مكتبة بيتنا الصغيرة فصرت أهفو إلى تصفّحها وتهجّي حروف عنوانات موضوعاتها التي كانت تبهرني بصورها الجميلة رغم أنها بالأسود والأبيض في حينها !! هذه المجلة ذات السِفْر الطويل الممتد عبر أكثر من ستين سنة ونيف رغم توقّفها لسنين وعودتها وتوقّفها عن الصدور ثم عودتها بعد سقوط النظام الفاشي المقبور وتوقّفها أيضاً ، وفي العام الماضي عادت من جديد للصدور، لكنها أفلت شيئاً فشيئاً، حتى توقفت الآن للأسف الشديد !! عند كل نهضة عمرانية وبناء وازدهار تشعّ في سماوات الإبداع والمعرفة كواكب ونجوم تتلألأ معبّرة عن ما يريده الناهضون والحاملون مشكاة الخير والمعرفة وحب الوطن والناس !! بعد قيام ثورة 14 تموز الخالدة وتسنّم اللواء مزهر الشاوي منصب مدير عام مصلحة الموانئ العراقية وبمبادرة منه ونخبة مثقّفة من العاملين في أقسام الموانئ تم الإعداد لإصدار مجلة تعنى بشؤون وأخبار ونشاطات الموانئ بالإضافة إلى الثقافة والأدب والفن والرياضة ، فضمّت بين كتّابها منذ العدد الأول الذي صدر في كانون الأول من عام 1959 أسماء نخبة من مثقفي البصرة آنذاك ( الشاعر بدر شاكر السيّاب ، المهندس قيس القرطاس ،المؤرخ عبدالقادر باش أعيان، الكاتب طاهر أبو رغيف ، الشاعر غالب الناهي ، طارق الكاتب وآخرين ) لتنطلق في مسيرتها شهرياً ولم تتخلّف عن الصدور طيلة السنوات من كانون الأول 1959 وحتى كانون الثاني 1963 عندما هجم البعثيون القتلة بانقلابهم الأسود في شباط ليطيحوا بالجمهورية الفتيّة الناهضة وبمسيرتها العمرانية الكبرى ويشيعوا القتل والدمار في البلاد ، خلال فترة صدورها هذا أصدر القائمون عليها عددين خاصّين أحدهما عام 1959 يوم خروج الزعيم عبدالكريم قاسم من المستشفى بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في شارع الرشيد ، والثاني عن زيارة الزعيم عبدالكريم وافتتاح ميناء أم قصر عام 1960 . وعادت متقطّعة الصدور في فترة الستينات أيضاً ثم توقّفت لتعود في أوائل السبعينات وتتوقف اثر الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات ، لتعود بشكل متقطّع جدا في التسعينات ، لكنّها بعد سقوط النظام الفاشي المقبور عادت للصدور بقوة ثم توقّفت لسنوات !! خلال السنوات الأخيرة هذه شاهدنا نهضة عمرانية وازدهار لشركة الموانئ بكل مفاصلها وما مشروع ميناء الفاو الكبير إلاّ علامة مضيئة فارقة ستظل تشع في كل مكان مشيرة إلى نهضة كبيرة سنشاهد شواخصها وشعاعها المضيء في كل وقت !! وما دام هناك نهضة عمرانية وتطوّر فلابد أن يصاحبها إشعاع فكريٌّ ومعرفي وإعلامي ، يأتي هذا من خلال إصدار مطبوع يؤرخ لهذه النهضة ويسجّل صفحات تقدّمها في كتب التاريخ من خلال إصدار مجلّة أو صحيفة أو مطبوعات أخرى ، ولا شيء أفضل من إعادة الحياة للمجلة التي أضحت عنواناً لكل نهضة مينائية كبيرة !! وعند عودتها في العام الماضي اتصل بي الصديق الصحفي المثابر عمّار الصالح طالباً منّي المساهمة معهم في هذه الإعادة الرائعة للمجلة الثقافية والإبداعية التي خرجت من بين صفحاتها أسماءٌ تلألأت وما يزال بعضها متلألئاً في سماء الإبداع البصري والعراقي ، فقلت له أنا معكم وأتشرف أن أكون واحداً من كتَاب مجلّة الموانئ العريقة ،وليكون عنوان عمودي الثابت هو :ـ ( على رصيف الميناء ) ، وهذه الكلمات أولى تحياتي للجميع لنكون معاً نشدُّ أزر القائمين على هذه المجلّة ونعضّدهم بالتواصل والمشاركات سواء شعراً أو نثراً أو كتابات أخرى ، لأن الموانئ عنوان البصرة ونافذتها المشرعة على العالم أجمع ومنها يأتينا الضوء والنسيم العليل الطيّب وعبق الورد وطيبة أهلنا عمّال الميناء الذين غرسوا فينا حب الوطن والناس أجمعين !! لكنّها لم تستمرّ طويلاً للأسف، دعوة صادقة للقائمين على الموانئ العراقية بإعاتها الى الحياة مرةّ اخرى ودعمها ماديّاً ومعنوياً ،لأنها جديرة بالاهتمام والدعم . |
المشـاهدات 42 تاريخ الإضافـة 21/07/2025 رقم المحتوى 64937 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |