سألوا أحد الحكماء عن شّر الناس ..فقال : شرّ الناس من كان متتبّعاً لعيوب الناس وهو أعمى عن عيوب  نفسه..!لاشك بإن هتك الإنسان لحرمات الآخرين وفضحهم وكشف أسرارهم يجعله يفقد الحس والعفة والتفكير السليم إتجاه الناس والمجتمع ، فيزداد غياً وباطلاً حتى يتوهّم نفسه بإنه صار مصلحاً عظيماً ..كما ويعتقد واهماً بأنه لا يوجد من يتجرأ عليه ويفعل به وبأهل بيته كما يفعل هو مع الآخرين .إن الحفاظ على أسرار الناس وحرمة إذاعتها وإفشائها هو أصل أخلاقي ثابت دلّت عليه جميع الأعراف والسنن والقيم الإجتماعية .. وجميع المجتمعات البشرية على أختلاف أديانها وألوانها تعتبر الشخص الذي يتحدث بعيوب غيره هو أكثر الناس عيوباً ..لإن الذين يحبون إشاعة معايب الناس وفضحهم هم بالواقع يحاولون تغطية عيوبهم الفاضحة والتستر على أفعالهم المشينة ، ولكنهم لا ينتبهون الى أنفسهم من عيوب أقترفوها وذنوب أرتكبوها وهي أعظم وأقبح من عيوب وذنوب غيرهم ..! فعلى الإنسان العاقل أن يغّض البصرعن عيوب الناس ويحفظ أسرارهم ، وعليه أن ينشغل بنفسه ويفتش عن عيوبه وأخطائه ليصلحها ويتجاوزها .. لإنه لا يوجد أي خلاف على أن كل إنسان يحب نفسه ، ويحب الخير لها ، ويحب إحترام خصوصيته ، ولايسمح لإحد التجاوزعلى سمعته ، ولا يقبل من أحد أن يعتدي عليه أو يفشي أسراره للآخرين بأي حال من الأحوال..ولكن في المقابل عليه أن يكون منصفاً وعادلاً هو أيضاً ..فيُحبُ للناس مايحب لنفسه ، ويكره لهم مايكره لها ، وأن ينشغل بإصلاح نفسه وأهله ويترك الناس وشأنهم .. ولايوهم نفسه بإنه إنما يصلح الناس عن طريق التشهير بهم  وإظهار عيوبهم أمام الآخرين ..فقد كذب من قال :  (لايصلح المجتمع إلاّ التشهير بمعائبه )..!!