الأربعاء 2025/7/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 46.95 مئويـة
نيوز بار
غزة بين جحيم الاحتلال وجريمة الخيانة: صرخة حقوق مهضومة تحت وطأة الجوع والموت
غزة بين جحيم الاحتلال وجريمة الخيانة: صرخة حقوق مهضومة تحت وطأة الجوع والموت
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. سيف الزويني
النـص :

 

 

 

في قلب العالم اليوم، وبين صفحات القانون الدولي التي تتغنى بحقوق الإنسان والحريات، تظل غزة مسرحًا لجريمة لا تنطفئ نارها، جريمة الاحتلال الإسرائيلي التي تنتهك أبسط الحقوق الإنسانية والقانونية، وسط صمتٍ مخزٍ من قبل المجتمع الدولي ومن قبل دول عربية وإسلامية لم تجد في نفسها القدرة أو الإرادة للوقوف مع أهل غزة المضطهدين.إن ما يحدث في غزة ليس مجرد نزاع عسكري أو أزمة إنسانية عابرة، بل هو انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية التي تجرم الاحتلال والاستيطان والقتل الجماعي. يقتل الأطفال في غزة جوعًا، ويموت المرضى بلا دواء، وتغلق المعابر التي يفترض أنها شرايين الحياة، تحت حجج وذرائع لا يمكن إلا أن تكون واجهة لجرائم حرب ممنهجة ضد الإنسانية.القانون الدولي العام، معاهداته، وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى حماية المدنيين واحترام السيادة الوطنية، تتعرض للتجاهل والخرق اليومي في غزة. أما الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، فغالبًا ما تقف عاجزة أمام سياسة التعنت الإسرائيلي في منع وصول المساعدات، في قمة الخيانة لما يفترض أن يكون دورها النبيل في حماية حقوق الإنسان.لكن ما يزيد من الألم والمرارة هو سكوت أغلب الدول العربية والإسلامية، الذين بدلًا من أن يكونوا حُماةً للحقوق، أصبحوا متواطئين بصمتهم، أو بمواقفهم الضعيفة، أو بتبريراتهم الواهية التي لا تخدم إلا المجرم. هذا الخذلان يعمّق المأساة ويجعل غزة بمثابة سجن مفتوح على الموت، حيث يعيش أهلها في دوامة من الجوع والقصف والدمار، دون أمل في رحمة أو عدل.إن ما يحدث اليوم هو إعلان رسمي لفشل القوانين الدولية، حينما تبرر أو تتغاضى عن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة. هذا الفشل القانوني يتحول إلى جريمة أخرى تُضاف إلى رصيد الخونة الذين باعوا ضمائرهم ومواقفهم، ولم يرفعوا صوتهم أو يضغطوا لإنقاذ أطفال غزة من موتهم البطيء.إن السكوت عن هذه الجرائم هو مشاركة فعلية في جريمة القتل والتهجير والتدمير. جريمة لم ترتكبها إسرائيل وحدها، بل شارك فيها كل من خذل غزة بأفعاله أو تقاعسه، حتى أصبح صوت الحق مسموعًا فقط عبر دموع الأطفال الذين يسقطون شهيدًا جوعًا وقصفًا، في مشهد لا ينتهي من الألم والوجع.إن القانون الدولي الإنساني الذي يعترف بحقوق الإنسان هو الآن في خطر، حينما يشاهد العالم هذا الانتهاك الفاضح ويقف مكتوف اليدين. أما الخيانة الكبرى فهي أن يصبح العالم، وعلى رأسه بعض الدول العربية، مجرد شهود زور على مآسي غزة، دون أن يحركوا ساكنًا.هذه ليست فقط مأساة غزة، بل مأساة إنسانية وقانونية أخلاقية على مستوى عالمي. وجع أمة وهزيمة لقيم العدالة والإنسانية، وجريمة لا تغتفر يرتكبها الاحتلال، وتغطي عليها خيانة الخونة، وصمت العالم.فلنرفع صوتنا عالياً ضد هذا الظلم، ولنقف مع غزة التي تُذبح بصمت، ولنطالب بمحاسبة القتلة والخاذلين، وإنصاف الضحايا، واستعادة حقوق الفلسطينيين المنهوبة، وإعادة الاعتبار للقانون الدولي الذي أصبح عاجزًا أمام آلة القتل والدمار.غزة اليوم، ليست مجرد مكان على الخريطة، بل رمزًا لمعاناة مستمرة وصرخة مكتومة تطالب بالعدالة والحرية، لتتوقف دماء الأطفال، ويعود الأمل إلى قلوبٍ أنهكتها الحرب والخذلان.

المشـاهدات 33   تاريخ الإضافـة 23/07/2025   رقم المحتوى 65037
أضف تقييـم