من المعروف ان الصحافة هي عملية جمع ونشر المعلومات والاخبار والاحداث الجارية من خلال مختلف الوسائل الإعلامية مثل الصحف والمجلات والتلفزيون والإذاعة والانترنت ، وتلعب الصحافة دورا بارزا في نقل المعلومات وتشكيل الراي العام وتعتبر  جزء مهم من الديمقراطية والحياة العامة ، وصحافة السلام هي احد اهم أنواع الصحافة المعززة للديمقراطية اذ تركز في نهجها الإعلامي على تعزيز السلام والمصالحة في المجتمعات التي تعاني من النزاعات. اذ تهدف الى تقديم تغطية إعلامية بناءه وهادفة تساهم في تقريب وجهات النظر وتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة ، من خلال أهدافها الأساسية في تعزيز التفاهم ، تشجيع الحوار ، بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة ، وقد كان لصحافة السلام تجارب إيجابية ملموسة في العديد من الدول كجنوب افريقيا ، رواندا ، كولومبيا ، الفلبين ، اذ شكلت لدى الجمهور صور السلام المنشود من خلال زرع  سلوكيات المصالحة واهمية العدالة الانتقالية والتوعيه بالتعايش السلمي بالنسبة للسكان المحليين ، ومن هنا لابد للاعلام والصحافة على وجه التحديد يمكن ان تلعب دورا كجسم وكأفراد من وعي بدورهم ومسؤولياتهم ، فعملية نقل الاحداث تقاس وفق تداعياتها ، فوفقا لهذا تصبح الصحافة المحلية مسؤولة على الحرص على عدم اثارة النعرات والأزمات ، ومن هنا تتوارد الأسئلة الى المختصين في هذا المجال عن كيفية نقل الخبر الصحفي والتفكير بأبعاده على سايكولجية المتلقي ، هل ينقل الواقعة من دون شحن للنفوس واللعب على وتر العصبيات والهويات الفرعية ؟ ام نشرها دون التفكير بالعواقب ؟ وبين هذا وذاك تبقى عملية نقل صور المعاناة كماهي دون تدخل او تلاعب هو من موجبات تعزيز المصداقية للصحفي والإعلامي ، فالمسالة ليست بانخراط الصحافة والاعلام مع طرف محدد في النزاع ، ولكن الأهم هو المادة الخبرية نفسها المبنية على وقائع كاملة دون تجزئة او انحياز او افتعال ،  من قاعدة ان من حق الجمهور معرفة الحقيقة ، أن الحرب هي شكل من اشكال النزاع تطور ليتخذ شكلا تصاعديا ، لا يمكن للصحافة ان تهمل هذا التطور في الصراع حتى وصل الى ما يمكن الوصول اليه ، كيف اصبح العنف هو الوسيلة لتسوية الصراعات ، كيف اصبح المتحاربون هم الذين يصنعون السلام ، ومخلفات الحرب من ضحايا ودمار وخسائر ، وهل يمكن للصحافة ان تقوم بأكثر من نقل للأحداث ؟ وهل تضع خارطة طريق توضح فيه المسارات التي يمكن ان يصل لها الطرفيين المقتتلين الى الحل ؟  وفي الختام فأن لصحافة السلام والصحافة بشكل عام أهمية في بناء مجتمعات اكثر سلاماً واستقرارا ، فللقلم والبروبغاندا قوة تاثير في الرأي العام .