
![]() |
فوق المعلق قراءة متاخرة في نصب الحريةً |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
امتلات المدينة بالتماثيل والنصب ، في بلد ظل يحتفي بالفن ورواده ، عقود ، و سر احترام العالم للفن العراقي عموما ، ليست الفنون الأخرى خارج التشكيل ، لان التشكيل في العراق عمل فردي إبداعي ينتج من عقل عراقي محتدم ،،يصيغ الأفكار واللوحات صياغة فردية نابعة من عقول ادمنت الخزين المعرفي ، ودأبت على الصمت خشية اشياء كثيرة في مقدمها السياسة وتهديد الايدلوجيا ، التي ظلت تهيمن على المجتمع وتلوح بالعقاب للجميع ،،لجأ الفنانون إلى التعبير التشكيلي الحسي وليس الصوتي ، فالغناء والموسيقى دخلت معترك التعبئة و صارت صدى السياسة في الغالب ، فبرز النحت سيد الفنون التشكيلية الذي يجسد المعاني ويبرز الأفكار بإبداع لافت للجميع ، ليست الأعمال الغارقة في الرمزية هي التي تستوقف المتلقي العراقي ، بل تلك التي ظل موضوعها الإنسان فكرا وتعبيرا ،، حيث يشغل الجسد البشري حيزا كبيرا في فلسفة فن النحت تتمثلها ، بواعثه الحسية والفكرية والفلسفية التي مرت على تتابع زمني عبر العصور والثقافات الانسانية التي كونت تفاصيل لا حدود لها في كينونة العمل الفني والأفكار التي صنعته ، فقد تمكن الإنسان من أن خلال احساسه بامتداد الأشياء التي تحيطه من ان يتمثل وجوده في الابتكار والصنع ومحاكاة الخلق الذي شغله قرون وهو يسعى لمعرفه كنه الاشياء والأشكال التي تحيط بحياته وبمخيلته ووجوده كي يعرف ويجسد الأفكار التي تملكته، ليمتثل الفلسفة التي تتحكم باحساسه بجماليات الكون والوجود فكان الأقرب اليه قدرة جسده على اداء كل تلك العمليات المعقدة في السلوك والحركة والابتكار فكان الجسد اعظم التحديات في تمثل الشكل المجسد بالنحت لقدرته الاكبر من سواه على التعبير ، فمثلا نصب جواد سليم الحرية هو مجمع حركات الجسد التعبيرية المصنوعة من البرونز الصلد ، الذي ينقل احساس الفنان بروعة الجسد في التعبير عن الثورة ، فكان خير شاهد على الزمن الجمهوري الذي تملك جواد ليقول هذا خلاصة مشهد الثورة ، فكان الواقع المجسد بكل حيثياته ورمزيته وتفاعل الناس العفوي معه ، فصار الرمز الأكبر لاختزال مفهوم الثورة وتضحيات الناس والفكر الذي كسر القيد. الذي كبل فيه الشعب ، يختزل بمعاينة سريعة عبر المرور على النصب بلمحة خاطفة ،، تظل رمزية المنحوتات في أقصى مداها ليس مع الأشكال الرمزية المجردة بل مع التجسيد الإنساني لرمزية الفعل البشري . وما انجزه جواد سليم في نصب الحرية تخطى كل الأعمال العراقية التي أتمها عشرات الفنانين العراقيين منذ اشور بانيبال ومنجزات الآشورين العظام ،،فمشهد النصب يحاكي اهم العوامل الطاغية على التاريخ الحديث وهو الثورة العراقية الكبرى في تموز 1958 ، وكان جواد يلاحق الزمن كي يضع تمثاله في قلب بغداد ليكون اعظم شواهدها ، وليثبت ان النحت هو اعظم الفنون وأجلها قدرة على التعبير ، |
المشـاهدات 112 تاريخ الإضافـة 05/08/2025 رقم المحتوى 65443 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |